السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4559 باب في فضائل: سلمان، وصهيب، وبلال رضي الله عنهم

ولفظ النووي (باب من فضائل سلمان، وبلال، وصهيب).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 66 ج16، المطبعة المصرية

( عن عائذ بن عمرو، أن أبا سفيان: أتى على سلمان، وصهيب، وبلال -في نفر- فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله [ ص: 528 ] مأخذها. قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخبره. فقال: "يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم. لئن كنت أغضبتهم: لقد أغضبت ربك".

فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي!)
.


(الشرح)

(عن

عائذ) بن عمرو (رضي الله عنه؛ أن أبا سفيان: أتى على سلمان، وصهيب، وبلال -في نفر- فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها) ضبطوه بوجهين:

أحدهما: بالقصر، وفتح الخاء.

والثاني: بالمد، وكسرها.

قال النووي: وكلاهما صحيح.

وهذا الإتيان لأبي سفيان كان وهو كافر، في الهدنة، بعد صلح الحديبية.

(قال: فقال أبو بكر، أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟! فأتى النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، فأخبره. فقال: "يا أبا بكر! لعلك [ ص: 529 ] أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم: لقد أغضبت ربك". فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك، يا أخي!) بضم الهمزة: على التصغير. وهو تصغير تحبيب، وترقيق، وملاطفة.

وفي بعض النسخ: بفتحها.

قال عياض: قد روي عن أبي بكر أنه نهى عن مثل هذه الصيغة. وقال: قل: "عافاك الله". و"رحمك الله". لا تزد. أي: لا تقل قبل الدعاء: "لا" فتصير صورته صورة نفي الدعاء. قال بعضهم: قل: لا، ويغفر الله لك.

وفي هذا الحديث: فضيلة ظاهرة لسلمان ورفقته هؤلاء.

وفيه: مراعاة قلوب الضعفاء، وأهل الدين، وإكرامهم، وملاطفتهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية