الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4559 باب في فضائل: سلمان، وصهيب، وبلال رضي الله عنهم

                                                                                                                              ولفظ النووي (باب من فضائل سلمان، وبلال، وصهيب).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 66 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              ( عن عائذ بن عمرو، أن أبا سفيان: أتى على سلمان، وصهيب، وبلال -في نفر- فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله [ ص: 528 ] مأخذها. قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخبره. فقال: "يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم. لئن كنت أغضبتهم: لقد أغضبت ربك".

                                                                                                                              فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي!)
                                                                                                                              .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن

                                                                                                                              عائذ) بن عمرو (رضي الله عنه؛ أن أبا سفيان: أتى على سلمان، وصهيب، وبلال -في نفر- فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها) ضبطوه بوجهين:

                                                                                                                              أحدهما: بالقصر، وفتح الخاء.

                                                                                                                              والثاني: بالمد، وكسرها.

                                                                                                                              قال النووي: وكلاهما صحيح.

                                                                                                                              وهذا الإتيان لأبي سفيان كان وهو كافر، في الهدنة، بعد صلح الحديبية.

                                                                                                                              (قال: فقال أبو بكر، أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟! فأتى النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، فأخبره. فقال: "يا أبا بكر! لعلك [ ص: 529 ] أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم: لقد أغضبت ربك". فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك، يا أخي!) بضم الهمزة: على التصغير. وهو تصغير تحبيب، وترقيق، وملاطفة.

                                                                                                                              وفي بعض النسخ: بفتحها.

                                                                                                                              قال عياض: قد روي عن أبي بكر أنه نهى عن مثل هذه الصيغة. وقال: قل: "عافاك الله". و"رحمك الله". لا تزد. أي: لا تقل قبل الدعاء: "لا" فتصير صورته صورة نفي الدعاء. قال بعضهم: قل: لا، ويغفر الله لك.

                                                                                                                              وفي هذا الحديث: فضيلة ظاهرة لسلمان ورفقته هؤلاء.

                                                                                                                              وفيه: مراعاة قلوب الضعفاء، وأهل الدين، وإكرامهم، وملاطفتهم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية