السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4656 (باب منه)

وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص124 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلا زار أخا له ، في قرية أخرى . فأرصد الله له على مدرجته : ملكا . فلما أتى عليه ، قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي ، في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟

قال : لا غير أني أحببته في الله عز وجل .

قال :
فإني رسول الله إليك ؛ بأن الله قد أحبك ، كما أحببته فيه"
) .


[ ص: 85 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن رجلا) لم يسم (زار أخا له ، في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته : ملكا) .

معنى "أرصده" : أقعده يرقبه .

"والمدرجة" بفتح الميم والراء : هي الطريق . سميت بذلك : لأن الناس يدرجون عليها . أي يمضون ويمشون .

(فلما أتى عليه ، قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟) . أي : تقوم بإصلاحها ، وتنهض إليه بسبب ذلك .

(قال : لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل . قال : فإني رسول الله إليك : بأن الله قد أحبك ، كما أحببته فيه) .

قال النووي : قال العلماء : محبة الله عبده : هي رحمته له ، ورضاه عنه ، وإرادته له الخير ، وأن يفعل به فعل المحب من الخير .

"وأصل المحبة" في حق العباد : ميل القلب . والله تعالى منزه عن ذلك . انتهى .

وأقول : لا حاجة إلى هذا التكلف . بل يكفي هنا أن يقال : إن الأولى التفويض مع التسليم .

[ ص: 86 ] وفي هذا الحديث : فضل المحبة "في الله تعالى" ، وأنها سبب لحب الله تعالى العبد .

وفيه : فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب .

وفيه : أن الآدميين قد يرون الملائكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية