السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4752 [ ص: 117 ] باب في عذاب المتكبر

وقال النووي : (باب تحريم الكبر) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص173 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "العز إزاره ، والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني : عذبته" ) .


(الشرح)

هكذا هو في جميع النسخ . فالضمير في "إزاره ، وردائه" : يعود إلى الله تعالى ، للعلم به .

وفيه محذوف ، تقديره : "قال الله تعالى : ومن ينازعني على ذلك ، أعذبه" .

ومعنى "ينازعني" : يتخلق بذلك ، فيصير في معنى المشارك . وهذا وعيد شديد -في الكبر- مصرح بتحريمه .

وأما تسميته : "إزارا" أو "رداء" : فمجاز ، واستعارة حسنة ، كما تقول العرب : "فلان شعاره الزهد ، ودثاره التقوى" . لا يريدون "الثوب" الذي هو شعار أو دثار ، بل معناه : صفته . كذا قال المازري .

[ ص: 118 ] ومعنى الاستعارة هنا : أن الإزار والرداء ، يلصقان بالإنسان ويلزمانه . وهما جمال له . قال : فضرب ذلك مثلا لكون العز والكبرياء بالله تعالى أحق وله ألزم . واقتضاهما جلاله . ومن مشهور كلام العرب : "فلان واسع الرداء ، وغمر الرداء" . أي : واسع العطية .

التالي السابق


الخدمات العلمية