الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4752 [ ص: 117 ] باب في عذاب المتكبر

                                                                                                                              وقال النووي : (باب تحريم الكبر) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص173 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "العز إزاره ، والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني : عذبته" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              هكذا هو في جميع النسخ . فالضمير في "إزاره ، وردائه" : يعود إلى الله تعالى ، للعلم به .

                                                                                                                              وفيه محذوف ، تقديره : "قال الله تعالى : ومن ينازعني على ذلك ، أعذبه" .

                                                                                                                              ومعنى "ينازعني" : يتخلق بذلك ، فيصير في معنى المشارك . وهذا وعيد شديد -في الكبر- مصرح بتحريمه .

                                                                                                                              وأما تسميته : "إزارا" أو "رداء" : فمجاز ، واستعارة حسنة ، كما تقول العرب : "فلان شعاره الزهد ، ودثاره التقوى" . لا يريدون "الثوب" الذي هو شعار أو دثار ، بل معناه : صفته . كذا قال المازري .

                                                                                                                              [ ص: 118 ] ومعنى الاستعارة هنا : أن الإزار والرداء ، يلصقان بالإنسان ويلزمانه . وهما جمال له . قال : فضرب ذلك مثلا لكون العز والكبرياء بالله تعالى أحق وله ألزم . واقتضاهما جلاله . ومن مشهور كلام العرب : "فلان واسع الرداء ، وغمر الرداء" . أي : واسع العطية .




                                                                                                                              الخدمات العلمية