السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4903 باب في التهليل

وأورده النووي، في (باب الأدعية) .

وذكره البخاري، في (باب غزوة الخندق) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 43 جـ 17، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده ) .


[ ص: 591 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ كان يقول: لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده) : النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، (وغلب الأحزاب وحده) أي: من غير قتال من الآدميين.

والمراد: الأحزاب، الذين جاءوا من مكة وغيرها، يوم الخندق، وتحزبوا على رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسل الله عليهم: ريحا، وجنودا لم يروها.

قال النووي - في الجزء الثالث، في باب "ما يقال إذا رجع من سفر الحج، وغيره -": هذا هو المشهور؛ أن المراد: أحزاب يوم الخندق.

قال القاضي: وقيل: يحتمل أن المراد: أحزاب الكفر، في جميع الأيام، والمواطن. انتهى.

قال (في الفتح) : اختلف في المراد بالأحزاب هنا؛ فقيل: هم كفار قريش، ومن وافقهم من العرب واليهود: الذين تحزبوا - أي تجمعوا - في غزوة الخندق، ونزلت في شأنهم: "سورة الأحزاب".

وقيل: المراد: أعم من ذلك. وقال النووي : المشهور: الأول.

وقيل: فيه نظر؛ لأنه يتوقف على أن هذا الذكر: إنما شرع من بعد الخندق.

[ ص: 592 ] والجواب: أن غزوات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، التي خرج فيها بنفسه: محصورة. والمطابق منها لذلك: "غزوة الخندق".

قال: والأصل في الأحزاب: أنه جمع "حزب". وهو "القطعة، المجتمعة من الناس"؛ فاللام إما؛ جنسية. والمراد: كل من يتحزب من الناس. وإما: عهدية. والمراد: من تقدم، وهو الأقرب.

وقال القرطبي : ويحتمل أن يكون هذا الخبر: بمعنى الدعاء. أي اللهم ! اهزم الأحزاب. والأول أظهر. انتهى.

(فلا شيء بعده) أي: جميع الأشياء - بالنسبة إلى وجوده، تعالى -: كالعدم. إذ كل شيء يفنى، وهو الباقي. فهو بعد كل شيء فلا شيء بعده.

التالي السابق


الخدمات العلمية