السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5231 (باب منه)

وهو في النووي، في: (الباب المتقدم).

[ ص: 444 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ص74 ج18، المطبعة المصرية

(عن المغيرة بن شعبة؛ قال: ما سأل أحد النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الدجال: أكثر مما سألت. قال: "وما ينصبك منه؟ إنه لا يضرك". قال: قلت: يا رسول الله! إنهم يقولون: إن معه الطعام، والأنهار. قال: "هو أهون على الله، من ذلك" ).


(الشرح)

(عن المغيرة بن شعبة؛ قال: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، عن الدجال: أكثر مما سألت. قال: "وما ينصبك منه؟ إنه لا يضيرك") بضم الياء على اللغة المشهورة. أي: ما يتعبك من أمره)؟

قال ابن دريد: يقال: أنصبه المرض وغيره، ونصبه. والأولى أفصح.

قال: وهو تغير الحال، من مرض أو تعب.

(قلت: يا رسول الله! إنهم يقولون: إن معه الطعام والأنهار).

[ ص: 445 ] وفي رواية أخرى، بلفظ: قال: "وما سؤالك؟ قال: إنهم يقولون: معه جبال من خبز ولحم، ونهر ماء.

(قال: "هو أهون على الله من ذلك").

قال عياض: معناه: هو أهون على الله، من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده: مضلا للمؤمنين، ومشككا لقلوبهم. بل إنما جعله له: ليزداد الذين آمنوا إيمانا، ويثبت الحجة على الكافرين والمنافقين، ونحوهم.

وليس معناه: أنه ليس معه شيء من ذلك.

وقيل: هو أحقر، من أن يحقق الله تعالى له ذلك. وإنما هو تخييل وتمويه للابتلاء. فيثبت المؤمن، ويزل الكافر.

أو المراد: أنه أهون من أن يجعل شيئا من ذلك: آية على صدقه. ولا سيما، قد جعل فيه آية ظاهرة في كذبه وكفره. يقرأها: من لا يقرأ. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية