السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1327 [ ص: 596 ] (باب منه )

وهو في النووي ، في : (الباب المتقدم ) .

(حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 82 ، 83 ج6 ، المطبعة المصرية

(عن عبد الله بن خباب ؛ أن أبا سعيد الخدري حدثه : أن أسيد بن حضير ؛ بينما هو -ليلة- يقرأ في مربده ؛ إذ جالت ، فرسه . فقرأ ، ثم جالت أخرى . فقرأ ، ثم جالت أيضا .

قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى . فقمت إليها ، فإذا مثل الظلة ، فوق رأسي ، فيها : أمثال السرج ، عرجت في الجو ، حتى ما أراها .

قال : فغدوت على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ فقلت : يا رسول الله ! بينما أنا -البارحة ، من جوف الليل- أقرأ ، في مربدي ؛ إذ جالت فرسي .

فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ابن حضير ! » .

قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا .

فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » .

قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا .

فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ابن حضير ! » .

قال : فانصرفت -وكان يحيى قريبا منها- ، خشيت : أن تطأه . فرأيت مثل الظلة ، فيها أمثال السرج ، عرجت في الجو ، حتى ما أراها .

[ ص: 597 ] فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :
«تلك الملائكة ، كانت تستمع لك . ولو قرأت : لأصبحت ، يراها الناس ، ما تستتر منهم ) .



(الشرح)

(عن أبي سعيد الخدري ) رضي الله عنه ؛ (أن أسيد بن حضير ) : بضم الحاء ، وفتح الضاد . (بينما هو - ليلة - يقرأ في مربده ) : بكسر الميم ، وفتح الباء : هو الموضع الذي ييبس فيه التمر كالبيدر : للحنطة ، ونحوها . (إذ جالت فرسه ) أي : وثبت .

وقال هنا : «جالت » ، فأنث الفرس . وفي الرواية السابقة : «وعنده فرس مربوط » ، فذكره . قال النووي : وهما صحيحان . «والفرس » يقع : على الذكر ، والأنثى .

(فقرأ ، ثم جالت أخرى . فقرأ ، ثم جالت أيضا . قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى ، فقمت إليها ، فإذا مثل الظلة فوق رأسي ، فيها أمثال السرج ، عرجت في الجو حتى ما أراها . قال : فغدوت على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقلت : يا رسول الله ! بينما أنا البارحة ، - من جوف الليل - أقرأ في مربدي ، إذ جالت فرسي . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » . قال : فقرأت ، ثم [ ص: 598 ] جالت أيضا . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » . قال : فانصرفت - وكان يحيى قريبا منها - خشيت أن تطأه . فرأيت مثل الظلة ، فيها أمثال السرج ، عرجت في الجو ، حتى ما أراها . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «تلك الملائكة ، كانت تسمع لك . ولو قرأت : لأصبحت يراها الناس ، ما تستتر منهم » ) .

معناه : كان ينبغي أن تستمر على تلاوة القرآن ، وتغتنم ما حصل لك : من نزول الملائكة ، والسكينة . وتستكثر من القراءة ، التي هي سبب بقائها .

التالي السابق


الخدمات العلمية