الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1327 [ ص: 596 ] (باب منه )

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (الباب المتقدم ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 82 ، 83 ج6 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عبد الله بن خباب ؛ أن أبا سعيد الخدري حدثه : أن أسيد بن حضير ؛ بينما هو -ليلة- يقرأ في مربده ؛ إذ جالت ، فرسه . فقرأ ، ثم جالت أخرى . فقرأ ، ثم جالت أيضا .

                                                                                                                              قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى . فقمت إليها ، فإذا مثل الظلة ، فوق رأسي ، فيها : أمثال السرج ، عرجت في الجو ، حتى ما أراها .

                                                                                                                              قال : فغدوت على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ فقلت : يا رسول الله ! بينما أنا -البارحة ، من جوف الليل- أقرأ ، في مربدي ؛ إذ جالت فرسي .

                                                                                                                              فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ابن حضير ! » .

                                                                                                                              قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا .

                                                                                                                              فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » .

                                                                                                                              قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا .

                                                                                                                              فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «اقرأ ابن حضير ! » .

                                                                                                                              قال : فانصرفت -وكان يحيى قريبا منها- ، خشيت : أن تطأه . فرأيت مثل الظلة ، فيها أمثال السرج ، عرجت في الجو ، حتى ما أراها .

                                                                                                                              [ ص: 597 ] فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «تلك الملائكة ، كانت تستمع لك . ولو قرأت : لأصبحت ، يراها الناس ، ما تستتر منهم ) .


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي سعيد الخدري ) رضي الله عنه ؛ (أن أسيد بن حضير ) : بضم الحاء ، وفتح الضاد . (بينما هو - ليلة - يقرأ في مربده ) : بكسر الميم ، وفتح الباء : هو الموضع الذي ييبس فيه التمر كالبيدر : للحنطة ، ونحوها . (إذ جالت فرسه ) أي : وثبت .

                                                                                                                              وقال هنا : «جالت » ، فأنث الفرس . وفي الرواية السابقة : «وعنده فرس مربوط » ، فذكره . قال النووي : وهما صحيحان . «والفرس » يقع : على الذكر ، والأنثى .

                                                                                                                              (فقرأ ، ثم جالت أخرى . فقرأ ، ثم جالت أيضا . قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى ، فقمت إليها ، فإذا مثل الظلة فوق رأسي ، فيها أمثال السرج ، عرجت في الجو حتى ما أراها . قال : فغدوت على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقلت : يا رسول الله ! بينما أنا البارحة ، - من جوف الليل - أقرأ في مربدي ، إذ جالت فرسي . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » . قال : فقرأت ، ثم [ ص: 598 ] جالت أيضا . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «اقرأ ، ابن حضير ! » . قال : فانصرفت - وكان يحيى قريبا منها - خشيت أن تطأه . فرأيت مثل الظلة ، فيها أمثال السرج ، عرجت في الجو ، حتى ما أراها . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «تلك الملائكة ، كانت تسمع لك . ولو قرأت : لأصبحت يراها الناس ، ما تستتر منهم » ) .

                                                                                                                              معناه : كان ينبغي أن تستمر على تلاوة القرآن ، وتغتنم ما حصل لك : من نزول الملائكة ، والسكينة . وتستكثر من القراءة ، التي هي سبب بقائها .




                                                                                                                              الخدمات العلمية