صفحة جزء
ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور .

[30] ذلك أي : المذكور من أعمال الحج ومن يعظم حرمات [ ص: 424 ] الله هي ما لا يحل انتهاكه ، وتعظيمها : ترك ملابستها .

فهو أي : التعظيم خير له عند ربه في الدار الآخرة .

وأحلت لكم الأنعام أكلا بعد الذبح إلا ما يتلى عليكم تحريمه ؛ أي : في سورة المائدة ، وهو قوله تعالى : حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام [الآية : 3] استثناء منقطع ؛ لأن المحرم ليس من جنس الأنعام .

فاجتنبوا الرجس القذر من الأوثان بيان للرجس ؛ لأن الرجس : الأوثان وغيرها ؛ أي : اجتنبوا الرجس من هذا القبيل .

واجتنبوا قول الزور الكذب والبهتان .

روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام خطيبا فقال : "يا أيها الناس! عدلت شهادة الزور بالشرك بالله ، ثم قرأ هذه الآية" .

واختلف الأئمة في عقوبة شاهد الزور ، فقال أبو حنيفة : لا يعزر ، بل يوقف في قومه ، ويقال لهم : إنه شاهد زور ، وقال الثلاثة : يعزر ، ويوقف في قومه ، ويعرفون أنه شاهد زور ، وقال مالك : يشهر في الجوامع [ ص: 425 ] والأسواق والمجامع ، وقال أحمد : يطاف به في المواضع التي يشتهر فيها ، فيقال : إنا وجدنا هذا شاهد زور ، فاجتنبوه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية