إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
السادس وسخ البراجم وهي معاطف ظهور الأنامل كانت العرب لا تكثر غسل ذلك لتركها غسل اليد عقيب الطعام فيجتمع في تلك الغضون وسخ فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسل البراجم .


(السادس وسيخ البراجم) ، أي : الوسخ الكائن بها (وهي) ، أي : البراجم (معاطف ظهور الأنامل) ، وفي المصباح هي رؤوس السلاميات من ظهر الكف إذا قبض الشخص كفه نشزت وارتفعت الواحدة برجمة مثال بندقة ، وقال العراقي : هي عقد الأصابع التي بظاهر الكف (كانت العرب لا تكثر غسل ذلك) ، أي : لا تعتني بها (لتركها غسل اليد عقيب الطعام) ؛ لأنهم كانوا يمسحون أياديهم بعد الطعام بالحصباء وبأثوابهم ، كما تقدم (فيجتمع في تلك الغضون) أي الأثناء لا محالة (وسخ) ما ويجمد عليها (فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسل البراجم) وتعاهدها بالماء رواه الحكيم الترمذي في النوادر من حديث عبد الله بن بسر نقوا براجمكم ولابن عدي في حديث لأنس وأن يتعاهد البراجم إذا توضأ ولمسلم من حديث عائشة عشر من الفطرة وفيه وغسل البراجم قال العراقي في شرح التقريب : وفيه استحباب غسل البراجم قال النووي : وهي سنة مستقلة ليست مختصة بالوضوء قلت : وهو الذي يقتضيه ظاهر سياق المصنف ، ولكن قال العراقي : الظاهر تنظيفها في الوضوء ويدللـه حديث أنس المتقدم عند ابن عدي وأن يتعاهد البراجم إذا توضأ ، فإن الوسخ إليها سريع وإسناده ضعيف والذي رواه الحكيم من رواية عمر بن بلال قال سمعت عبد الله بن بسر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قصوا أظافركم وادفنوا قلاماتكم ونقوا براجمكم وعمر بن بلال ليس بمعروف .

التالي السابق


الخدمات العلمية