إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
قسمة رابعة اعلم أن الخيرات باعتبار آخر تنقسم إلى نافع ، ولذيذ ، وجميل ، فاللذيذ هو الذي تدرك راحته في الحال ، والنافع هو الذي يفيد في المآل ، والجميل هو الذي يستحسن في سائر الأحوال . والشرور أيضا تنقسم إلى ضار ، وقبيح ، ومؤلم ، وكل واحد من القسمين ضربان : مطلق ومقيد فالمطلق ، هو الذي اجتمع فيه الأوصاف الثلاثة ، أما في الخير فكالعلم والحكمة فإنها نافعة وجميلة ولذيذة عند أهل العلم والحكمة ، وأما في الشر فكالجهل فإنه ضار وقبيح ومؤلم ، وإنما يحس الجاهل بألم جهله إذا عرف أنه جاهل وذلك بأن يرى غيره عالما ، ويرى نفسه جاهلا ، فيدرك ألم النقص فتنبعث منه شهوة العلم اللذيذة ، ثم قد يمنع الحسد والكبر والشهوات البدنية عن التعلم فيتجاذبه متضادان فيعظم ألمه فإنه إن ترك التعلم تألم بالجهل ودرك النقصان ، وإن اشتغل بالتعلم تألم بترك الشهوات أو بترك الكبر وذل التعلم ومثل هذا الشخص لا يزال في عذاب دائم لا محالة .


( قسمة رابعة) :

(اعلم أن الخيرات باعتبار آخر تنقسم إلى نافع، ولذيذ، وجميل، فاللذيذ هو الذي تدرك راحته في الحال، والنافع هو الذي يفيد في المآل، والجميل هو الذي يستحسن في سائر الأحوال. والشرور أيضا تنقسم إلى ضار، ونافع، وقبيح، ومؤلم، وكل واحد من القسمين ضربان: مطلق ومقيد، والمطلق هو الذي اجتمع فيه الأوصاف الثلاثة، أما في الخير فكالعلم والحكمة فإنها نافعة وجميلة ولذيذة عند أهل العلم والحكمة، وأما في الشر فكالجهل فإنه ضار وقبيح ومؤلم، وإنما يحس الجاهل بألم جهله إذا عرف أنه جاهل) ، وذلك (بأن يرى غيره عالما، ويرى نفسه جاهلا، فيدرك ألم النقص فتنبعث منه شهوة العلم اللذيذة، ثم قد يمنعه الحسد والكبر) وإيثار الراحة والدعة وغيرها من (الشهوات البدنية من التعلم فيتجاذبه متضادان فيعظم ألمه فإنه إن ترك التعلم تألم بالجهل ودرك النقصان، وإن اشتغل بالتعلم تألم بترك الشهوات أو بترك الكبر وذل التعلم ومثل هذا الشخص لا يزال في عذاب دائم لا محالة) .

التالي السابق


الخدمات العلمية