إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
بيان جمل مفرقة من أوصاف أهل الجنة وردت بها الأخبار :

روى أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : ألا هل مشمر للجنة ؟ إن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد وفاكهة كثيرة ، نضيجة ، وزوجة حسناء ، جميلة ، في حبرة ونعمة في مقام أبدا ، ونضرة في دار عالية ، بهية ، سليمة ، قالوا : نحن المشمرون لها يا رسول الله ، قال : قولوا : إن شاء الله تعالى ، ثم ذكر الجهاد ، وحض عليه وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هل في الجنة خيل ؟ فإنها تعجبني ، قال : إن أحببت ذلك ، أتيت بفرس من ياقوتة حمراء ، فتطير بك في الجنة حيث شئت ، وقال له رجل : إن الإبل تعجبني ، فهل في الجنة من إبل ؟ فقال : يا عبد الله ، إن أدخلت الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك ، ولذت عيناك .

وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل من أهل الجنة ليولد له الولد كما يشتهي ، يكون حمله ، وفصاله ، وشبابه في ساعة واحدة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا استقر أهل الجنة في الجنة ، اشتاق الإخوان إلى الإخوان ، فيسير سرير هذا إلى سرير هذا ، فيلتقيان ، ويتحدثان ، ما كان بينهما في دار الدنيا ، فيقول : يا أخي ، تذكر يوم كذا ، في مجلس كذا ، فدعونا الله عز وجل فغفر لنا .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن : أهل الجنة جرد مرد بيض جعاد مكحولون أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم ، طولهم ستون ذراعا ، في عرض سبعة أذرع وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وثنتان ، وسبعون زوجة وينصب ، له قبة من لؤلؤ ، وزبرجد ، وياقوت ، كما بين الجابية إلى صنعاء وإن عليهم التيجان ، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وقال صلى الله عليه وسلم : نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلف البعير المقتب وإذا طيرها كالبخت وإذا فيها جارية ، فقلت : يا جارية ، لمن أنت ؟ فقالت لزيد بن حارثة ، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر وقال كعب خلق الله تعالى آدم عليه السلام بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس الجنة بيده ، ثم قال لها : تكلمي ، فقالت : قد أفلح المؤمنون .


(بيان جملة مفرقة من أوصاف أهل الجنة)

(وردت بها الأخبار: روى أسامة بن زيد) بن شرحبيل - رضي الله عنهما-: ( أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: ألا هل مشمر للجنة؟ إن الجنة لا خطر لها) ، الخطر محركة: القدر، (هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد) ، بتشديد الطاء، أي: جار، (وفاكهة كثيرة، نضيجة، وزوجة حسناء، جميلة، في حبرة) ، بفتح فسكون: السرور، (ونعمة في مقام أبدا، ونضرة، في دار عالية، بهية، سليمة، قالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال: قولوا: إن شاء الله تعالى، ثم ذكر الجهاد، وحض عليه) .

أخبرنا عبد الخالق بن أبي بكر الزبيدي، أخبرنا محمد بن أحمد ابن سعيد المكي، أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى، أخبرنا محمد بن العلاء الحافظ، أخبرنا علي بن يحيى، أخبرنا يوسف بن عبد الله الحسني، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي بكر الحافظ، قال: قرئ على أم عبد الله بنت أبي أحمد الكناني وأنا أسمع، عن أحمد بن أبي بكر المقدسي، قال: أخبرنا سليمان بن حمزة، أخبرنا عبد الله بن عمر البغدادي، أخبرنا أبو القاسم بن البناء، أخبرنا أبو نصر الزيني، أخبرنا أبو بكر الوراق، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبي، عن محمد بن مهاجر، عن الضحاك المعافري، عن سليمان بن موسى، قال: حدثني كريب، أنه سمع أسامة بن زيد، يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا هل مشمر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها، فذكره، وفيه بعد قوله: مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء، جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد، في دار سليمة، وفاكهة خضراء، وحبرة، ونعمة، في محلة عالية، بهية، قالوا: نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها، قال: قولوا: إن شاء الله، قال القوم: إن شاء الله . هذا حديث رجاله موثقون، قال العراقي : رواه ابن ماجه، وابن حبان، اهـ .

قلت: روياه من طريق العباس بن عثمان، عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر، وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، والبزار، وابن أبي حاتم، والبيهقي في البعث .

(وجاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: هل في الجنة خيل؟ فإنها تعجبني، قال: إن أحببت ذلك، أتيت بفرس من ياقوتة حمراء، فتطير بك في الجنة حيث شئت، وقال له رجل: إن الإبل تعجبني، فهل في الجنة من إبل؟ فقال: يا عبد الله، إن أدخلت الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك، ولذت عيناك) . قال العراقي : رواه الترمذي، من حديث بريدة، مع اختلاف لفظه، وفيه المسعودي، مختلف فيه، ورواه ابن المبارك في الزهد، بلفظ المصنف، من رواية عبد الرحمن بن سابط، مرسلا، قال الترمذي : هذا أصح، وقد ذكر أبو موسى المديني عبد الرحمن بن سابط في ذيله على ابن منده في الصحابة، ولا تصح له صحبة، اهـ .

قلت: حديث بريدة رواه الطيالسي، وأحمد، والترمذي، والضياء، من طريق المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، ولفظه: إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء تطير بك في أي الجنة شئت إلا ركبت. ورواه الترمذي، من طريق الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط، مرسلا، وقال: هذا أصح، ورواه عبد بن حميد، وابن جرير من هذا الوجه، وزادا: فقال أعرابي: أفي الجنة إبل؟ فإني أحب [ ص: 549 ] الإبل، فقال: يا أعرابي، إن أدخلك الله الجنة، أصبت فيها ما اشتهت نفسك، ولذت عينك.

وروى الترمذي، وضعفه، والطبراني، من حديث أبي أيوب، بلفظ: إن أدخلت الجنة، لأتيت بفرس من ياقوتة، له جناحان، فحملت عليه، ثم طار بك حيث شئت . ويروى من حديث عبد الرحمن بن ساعدة، رواه الطبراني، وابن قانع، بلفظ: إن أدخلك الله الجنة يا عبد الرحمن، كان لك فيها فرس من ياقوت، له جناحان، يطير بك حيث شئت . روياه من طريق خنيش بن الحرث، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وهو ساعدي، صحابي، وقال أبو موسى في الذيل: هذا الحديث قد اختلف فيه على علقمة، فقيل عنه هكذا، أي: عن عبد الرحمن بن سابط، وقيل: عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه عن عمير ابن ساعدة .

(وقال أبو سعيد الخدري) -رضي الله عنه-: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الرجل من أهل الجنة ليولد له الولد كما يشتهي، يكون حمله، وفصاله، وشبابه) ، وفي نسخة: ونشأته، (في ساعة واحدة) . قال العراقي : رواه ابن ماجه، والترمذي، وقال: حسن غريب، قال: وقد اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: يكون في الجنة جماع ولا يكون ولد، اهـ .

ولأحمد من حديث أبي رزين : يلذوا بكم مثل لذاتكم في الدنيا، ويتلذذون بكم، غير أن لا توالد . اهـ .

قلت: وكذلك رواه أحمد، وهناد، والدارمي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن حبان، والبيهقي في البعث، ولفظهم: قلنا: يا رسول الله، إن الولد من قرة العين، وتمام السرور، فهل يولد لأهل الجنة؟ فقال: إن المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وشبه في ساعة كما اشتهى .

وروى ابن أبي شيبة، والترمذي، عن ابن عباس : أنه سئل في الجنة ولد؟ قال: إن شاؤوا. ومما يلحق بهذا: ما رواه أبو الشيخ في العظمة، من حديث أبي هريرة : إذا دخل أهل الجنة الجنة، مر رجل فقال: يا رب، ائذن لي في الزرع، فأذن له، فيبذر حبه، فلا يلتفت حتى يبدو كل سنبلة طولها ثنتا عشرة ذراعا، ثم لا يبرح مكانه حتى يكون منه آكام مثل الجبال . (وقال -صلى الله عليه وسلم-: إذا استقر أهل الجنة في الجنة، اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيسير سرير هذا إلى سرير هذا، فيلتقيان، ويتحدثان، ما كان بينهما في دار الدنيا، فيقول: يا أخي، تذكر يوم كذا، في مجلس كذا، فدعونا الله -عز وجل- فغفر لنا ) .

قال العراقي : رواه البزار، من رواية الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس، وقال: لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد، تفرد به أنس، اهـ، والربيع بن صبيح ضعيف جدا، ورواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب، مرسلا، دون ذكر أنس، اهـ .

قلت: رواه أبو الشيخ في العظمة، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في البعث، والخطيب، وابن عساكر من حديث أنس، وفيه سعيد بن عبد الله ابن دينار الدمشقي مجهول، ولفظهم: إذا استقر أهل الجنة في الجنة، اشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض، فيسير سرير ذا إلى سرير ذا، وسرير ذا إلى سرير ذا، حتى يلتقيا، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا، فيقول: يا أخي، تذكر يوم كنا في دار الدنيا، في مجلس كذا، فدعونا الله -عز وجل- فغفر لنا .

وروى ابن مردويه، من حديث أبي أمامة : سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- هل تتزاور أهل الجنة؟ قال إي والذي بعثني بالحق، إنهم ليتزاورون على النوق الرمك، عليها حشايا الديباج، يزور الأعلون الأسفلين، ولا يزور الأسفلون الأعلون، قال: هم درجات... الحديث .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: أهل الجنة جرد ) ، جمع أجرد، لا شعر له على بدنه، (مرد) ، جمع أمرد، من لا لحية له، (بيض) الألوان، (جعاد) ، جمع جعد، وهو المجتمع الخلق، (مكحلون) ، أي: على أجفانهم سواد خفي، (أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم، طولهم ستون ذراعا، في عرض سبعة أذرع) . قال العراقي : رواه الترمذي، من حديث معاذ، وحسنه، دون قوله: بيض جعاد، ودون قوله: على خلق آدم... إلخ. ورواه أيضا من حديث أبي هريرة مختصرا: أهل الجنة جرد، مرد، كحل. وقال: غريب، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة : على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا. اهـ .

قلت: سياق المصنف لأبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هرون، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يدخل أهل الجنة الجنة جردا، مردا، بيضا، جعادا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم، طوله ستون ذراعا، في عرض سبعة أذرع، ومن هذا الوجه رواه أحمد، وأبو الشيخ في العظمة، ورواه ابن سعد في الطبقات، عن سعيد بن المسيب، مرسلا، وأما لفظ الترمذي مختصرا: أهل الجنة جرد، مرد، كحل. وقال فيه: إنه غريب، فقد زاد فيه بعد قوله: كحل، لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم، وأما حديث معاذ عنده، [ ص: 550 ] الذي أشار له العراقي، فلفظه: يدخل أهل الجنة الجنة جردا، مردا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين. ورواه كذلك أحمد، والطبراني .

وروى الطبراني من حديث ابن مسعود، بسند ضعيف: أهل الجنة جرد، مرد ، إلا موسى -عليه السلام-، فإن له لحية تضرب إلى سرته. ورواه أيضا الديلمي، من حديث جابر، وروى ابن منيع، من حديث أبي هريرة، بسند صحيح: أهل الجنة أخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم ستين ذراعا . وروى الطبراني، والضياء، من حديث أنس : يدخل أهل الجنة الجنة جردا، مردا، مكحلين .

(وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أدنى أهل الجنة) ، أي: منزلة، (الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وتنصب له قبة من لؤلؤ، وزبرجد، وياقوت، كما بين الجابية وصنعاء) ، وفي نسخة: إلى صنعاء، وهما موضعان بدمشق، أو المراد بصنعاء: صنعاء اليمن، (وإن عليهم التيجان، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب) . قال العراقي : رواه الترمذي، من حديث أبي سعيد مقطعا، من أوله إلى قوله: وإن عليهم التيجان، منفردا، ومن هنا بإسناد أيضا، وقال: لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، اهـ .

قلت: لفظ الترمذي : أدنى أهل الجنة منزلة، الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وتنصب له قبة من لؤلؤ، وزبرجد، وياقوت، كما بين الجابية وصنعاء . وهكذا رواه أحمد، وابن حبان، وأبو يعلى، والضياء في صفة الجنة، وأما قوله: وإن عليهم التيجان... إلخ. فرواه الترمذي، والحاكم، بإسناد فيه رشدين المذكور، وقد تقدم للمصنف في ذكر لباس أهل الجنة، وروي مثل ذلك عنه في وصف الحور العين، رواه أحمد، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي في البعث، وتقدم ذلك أيضا .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلف البعير المقتب) ، الجلف: بكسر الجيم، جلد الشاة والبعير، نقله ابن الأنباري، عن الأصمعي، وقيل: هو الدن الفارغ، والمقتب: العظيم القتب، وفي بعض النسخ: كجلد، (وإذا طيرها كالبخت) ، جمع بختى بالضم، وهي العظيمة من الإبل، (وإذا فيها جارية، فقلت: يا جارية، لمن أنت؟ فقالت لزيد بن حارثة، وإذا في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) . قال العراقي : رواه الثعلبي في تفسيره، من رواية أبي هرون العبدي، عن أبي سعيد، وأبو هرون اسمه عمارة ابن جوين، ضعيف جدا، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة : يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، اهـ .

قلت: عمارة بن جوين، -روى له البخاري في خلق أفعال العباد، والترمذي، وابن ماجه - متروك، ومنهم من كذبه، مات سنة أربع وثلاثين، وهذا السياق بتمامه رواه من هذا الوجه ابن عساكر في التاريخ، ولفظه: نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقتب... إلخ. ورواه ابن أبي حاتم مختصرا، ولفظه: كمثل البعير المقتب .

وروى ابن السني في الطب، من حديث ابن العباس : ما من رمانة من رمانكم هذه إلا وهي تلقح بحبة من رمان الجنة . وروى الطبراني، والبيهقي في الشعب، عن ابن عباس : أنه كان يأخذ الحبة من الرمان، فيأكلها، فقيل له: لم تفعل هذا؟ قال بلغني أنه ليس في الأرض رمانة تلقح إلا بحبة من الجنة، فلعلها هذه. وروى الروياني، وابن عساكر، والضياء، من رواية عبد الله بن بريدة، عن أبيه، رفعه: دخلت الجنة، فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة. وقوله: وإذا في الجنة ما لا عين رأت... إلخ. رواه الطبراني، من حديث سهل بن سعد : إن في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب أحد .

(وقال كعب) الأحبار -رحمه الله تعالى-: (خلق الله تعالى آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الجنة بيده، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون) رواه عبد الرزاق، وابن جرير، عن قتادة، قال: قال كعب: لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة، خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون ; لما علمت فيها من الكرامة. وقد روي ذلك مرفوعا، من حديث أنس: خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده، وقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون . رواه ابن عدي، والحاكم، والبيهقي في الأسماء والصفات، ورواه الطبراني في السنة، وابن مردويه، من حديث ابن عباس مثله .

وروى الديلمي من حديث الحرث بن نوفل : خلق الله ثلاثة أشياء بيده، خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده . وروى الطبراني في السنة، وتمام، وابن عساكر، من حديث ابن عباس : خلق الله جنة عدن بيده، فيها ما لا عين رأت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح [ ص: 551 ] المؤمنون فقال: وعزتي، لا يجاورني فيك بخيل .

وروى ابن جرير، عن مجاهد، قال: لما غرس الله الجنة، نظر إليها، فقال: قد أفلح المؤمنون ، وعن أبي العالية، قال: لما خلق الله الجنة، قال: قد أفلح المؤمنون ، وأنزل الله به قرآنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية