صفحة جزء
ولقائل أن يقول: أما قوله: (إن المعرفة يجوز حصولها بالشرع) فهذا مسلم، لكن حصولها بالشرع على وجوه:

أحدهما: أن الشرع ينبه على الطريق العقلية التي بها يعرف الصانع، فتكون عقلية شرعية. [ ص: 38 ]

الثاني: أن المعرفة المنفصلة بأسماء الله وصفاته، التي بها يحصل الإيمان، تحصل بالشرع، كقوله تعالى: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا [سورة الشورى: 52].

وقوله: قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي [سورة سبأ: 50].

وقوله: كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم [سورة إبراهيم: 1]، وأمثال ذلك من النصوص التي تبين أن الله هدى العباد بكتابه المنزل على نبيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية