بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الثاني والعشرون: قوله: "والحجاب عند من ينكر الرؤية محمول على أنه منع وصول آثار إحسانه إليهم".

فيقال: لو كان الحجاب منع الإحسان، لكان من كلمه الله من وراء حجاب كما كلم موسى، وهو التكليم الذي فضله الله به على سائر العباد - منعا من الإحسان، فيكون الذي ناداه الله وقربه نجيا، أو اصطفاه على الناس برسالاته وكلامه ممنوعا من الإحسان إليه، وهذا من أفسد ما يكون في بداهة [ ص: 133 ] العقول، وهو من أبلغ التحريف، وقلب الحقائق، والإلحاد في آيات الخالق، ومعلوم أن هذا ما قالوه إلا في قوله: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [المطففين: 15]. لم يقولوا في هذه الآية، لكن الحجاب مذكور في الآيتين. [ ص: 134 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية