صفحة جزء
فصل

كل واحد من اسمي الذكر والدعاء يتناول الآخر ، فالداعي لله ذاكر له ، وهذا ظاهر ، والذاكر لله داع له أيضا ، كما يقال : «أفضل الدعاء يوم عرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير » ، ودعاء الكرب : «لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم » . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «دعوة ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، ما قالها مؤمن إلا فرج الله عنه » .

وكتاب «الدعاء » للطبراني مشتمل على أنواع الأذكار ، والفقهاء يسمون الأذكار التي في الصلاة أدعية ، فيقولون -كابن بطة- : ما كان من الدعاء ثناء على الله ، وما كان مسألة للعبد . [ ص: 13 ]

وهذا كما أن لفظ «الصلاة » في اللغة بمعنى الدعاء . وقال ابن مسعود : ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة ، ولو كنت في السوق . فلفظ الصلاة يتضمن الثناء والدعاء ، كما قال الله : «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين » .

فأما الذكر فهو مصدر ذكر يذكر ذكرا ، وهذا يقال في الخبر الذي هو الثناء ، وأما الطلب والسؤال فلأن فيه ذكر المسؤول المدعو فيطلق عليه الذكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية