سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الصلاة وما يتعلق بها .

روى الإمام أحمد عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الصلاة ، قال ثم مه ؟ قال : الصلاة ، قال : ثم مه ؟ قال : الصلاة ، قال : فلما غلب عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الجهاد في سبيل الله ، قال الرجل : فإن لي والدين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آمرك بالوالدين خيرا» . . . وساق الحديث [ ص: 242 ]

وروى البيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أي شيء أحب في الإسلام عند الله ؟ قال : «الصلاة لوقتها ، ومن ترك الصلاة فلا دين له ، والصلاة عماد الدين» .

وروى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : الصلاة لميقاتها قلت ثم أي ؟ قال : بر الوالدين ، قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ، فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني .

وروى الدارقطني عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : «الصلاة لميقاتها الأول» ورواه أيضا عن ابن عباس .

وروى مسلم عن أبي أمامة - رضي الله تعالى عنه- قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، ونحن قعود معه ، إذ جاء رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني أصبت حدا فأقمه علي ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعاد فسكت عنه ، وأقيمت الصلاة ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم تبعه الرجل واتبعته أنظر ، ماذا يرد عليه ؟ فقال له : أرأيت حين خرجت من بيتك ، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء ؟ قال : بلى ، يا رسول الله ، قال ثم شهدت الصلاة معنا . قال : نعم ، يا رسول الله ، قال : فإن الله تعالى قد غفر لك حدك ، أو قال ذنبك .

وروى الشيخان نحوه عن أنس .

قال النووي قوله : «أصبت حدا» معناه معصية توجب التعزير ، وليس المراد الحد الشرعي الحقيقي كحد الزنا والخمر وغيرها ، فإن هذه الحدود لا تسقط بالصلاة ، ولا يجوز للإمام تركها .

وروى الإمام أحمد عن سمرة بن جندب- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة الوسطى ، قال : هي العصر .

وروى البيهقي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : سأل صفوان بن المعطل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني سائلك عن ساعات الليل والنهار وهل فيها شيء يكره فيه الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «نعم» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن شيبة عن البراء- رضي الله تعالى عنه- قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل ، فقال : لا تصلوا فيها ، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم ، فقال : صلوا فيها ، فإنها بركة .

وروى الترمذي عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصلي في معاطن الإبل ؟ قال : لا ، قال [ ص: 243 ]

أفنصلي في مرابض الغنم ؟ قال : نعم
ورواه ابن أبي شيبة بلفظ : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في مرابض الغنم ، ولا نصلي في أعطان الإبل ، وفي لفظ : كنا نصلي في مرابض الغنم ، ولا نصلي في أعطان الإبل .

وروى الإمام أحمد والبخاري عن عمران بن الحصين - رضي الله تعالى عنه- قال : كانت بي بواسير فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعدا فقال : «إن صلى قائما فهو أفضل ، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ، ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد» .

وروى أبو داود وعبد الرزاق واللفظ له عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن ، فماذا يجزؤني ؟ قال : تقول : سبحان الله ، والحمد لله والله أكبر ، ولا إله إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، العلي العظيم ، فقال الرجل هكذا ، أو جمع أصابعه الخمس ، قال : هذا لله ، فما لي ؟ قال : تقول اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني ، وقبض الرجل كفه جميعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما هذا فقد ملأ يديه من الخير .

وروى الدارقطني وضعف إسناده عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أأقرأ خلف الإمام أو أنصت ؟ قال : بل أنصت ، فإنه يكفيك .

وروى ابن عدي والبيهقي في كتاب «الغزاة» عن أبي أمامة قال : قال رجل : يا رسول الله أفي كل صلاة قراءة ؟ قال : «نعم ، ذلك واجب» .

وروى البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده- رضوان الله عليهم- قال : جاءت الحطابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إنا لا نزال سفرا فكيف نصنع بالصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ . . . . . ] .

وروى الشيخان عن كعب بن عجرة- رضي الله تعالى عنه- قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ، قد علمتنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد .

وروى مسلم عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله ، فكيف نصلي عليك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا ، أنه لم يسأله ثم قال صلى الله عليه وسلم : قولوا : «اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» [ ص: 244 ]

وروى الإمام أحمد ومسلم وعبد الرزاق وابن أبي شيبة عن عثمان بن أبي العاص الثقفي- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي ، فقال : ذلك شيطان ، يقال له خنزب ، فإذا أحسست به فاتفل على يسارك ثلاثا ، وتعوذ بالله من شره .

وروى الإمام أحمد عن جابر بن سمرة- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رجلا يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أأصلي في الثوب الذي آتي فيه أهلي ؟ قال : نعم ، إلا أن ترى فيه شيئا تغسله .

وروى عبد الرزاق والإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وقال : حسن وابن ماجه والحاكم والبيهقي عن معاوية بن حيدة- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عليك عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك ، قلت : يا رسول الله فإذا كان بعضنا ينظر في بعض ، قال : إذا استطعت أن لا تنظر الأرض إلى عورتك ، فافعل ، قلت : أرأيت إذا كان أحدنا خاليا ؟ قال : الله أحق أن تستحيي منه من الناس ، ووضع يده على فرجه .

وروى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الثوب الواحد ، قال : أوكلكم يجد ثوبين .

وروى الطبراني في الكبير عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في الثوب الواحد ، فقال : إن كان واحدا فليضمه ، وإن كان عاجزا فليأتزر به .

وروى ابن أبي شيبة والشيخان وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في الثوب الواحد فقال أوكلكم يجد ثوبين ؟ ورواه الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان والطبراني في الكبير عن قيس بن طلق عن أبيه ، وابن أبي شيبة والإمام أحمد والنسائي وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والضياء عن سلمة بن الأكوع . قال : قلت : يا رسول الله ، أكون أحيانا في الصيد أفأصلي في قميص واحد ؟ فقال : زره عليك ولو بشوكة .

وروى الإمام أحمد عن ثابت- رضي الله تعالى عنه- قال : كنت جالسا مع عبد الرحمن بن أبي ليلى .

وروى الدارقطني وأبو داود والحاكم عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار ؟ قال : إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدمها [ ص: 245 ]

وروى الدارقطني عن سلمة بن الأكوع قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القوس والقرن ، قال : اطرح القرن وصل في القوس .

القرن بالتحريك : هو الجعبة يجعل فيها الثياب وإنما أمره بطرحها لاحتمال أن يكون من جلد غير مذكى ولا مدبوغ ولا تصح الصلاة مع حملها ، لأنها نجسة ، والقوس معروف .

وروى الشيخان عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض قال : «المسجد الحرام» قلت ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ؟ قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون عاما ، ثم الأرض لك مسجدا ، فحيث أدركت الصلاة فصل فهو مسجد .

وروى عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، أي مسجد في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة قال : حيثما أدركت الصلاة فصل ، فهو مسجد .

وروى الدارقطني وضعفه عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة ، قال يا رسول الله ، أصلي في السفينة ؟

قال : صل فيها قائما إلا أن تخاف الغرق .


وروى الشيخان وعبد الرزاق عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا ، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه ، فلم يرد علينا ، وقال : إن في الصلاة شغلا ، ولفظ عبد الرزاق : فلما جئت من أرض الحبشة سلمت عليه فلم يرد علينا أحد في ما تقدم وما تأخر ، ثم انتظرته ، فلما قضى صلاته ذكرت ذلك له ، فقال : إن الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، وإنه قد قضى ، أو قال : أحدث أن لا تكلموا في الصلاة .

وروى الإمام أحمد عن حذيفة- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى سألته عن مس الحصى فقال : واحدة أو دع .

وروى عبد الرزاق والإمام أحمد وابن خزيمة عن أبي ذر قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى سألته عن مس الحصى ، فقال : واحدة أو دع .

وروى جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الحصى ، فقال : واحدة ، فلأن تمسك عنها خير لك من مائة نافلة ، كلها سود الحدق [ ص: 246 ]

وروى الترمذي عن معيقب- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الحصى في الصلاة ، فقال : إن كان لا بد فاعلا مرة واحدة .

وروى الشيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة ، فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد .

وروى عبد الله بن أحمد عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرجل ، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرجل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود» ، قلت : يا أبا ذر ، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر ؟ قال : يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : «الكلب الأسود شيطان» .

وروى أبو داود عن أبي أيوب- رضي الله تعالى عنه- قال : سأله رجل فقال : يصلي أحدنا في منزله الصلاة ، ثم يأتي المسجد وتقام الصلاة فأصلي معهم ، فأجد في نفسي من ذلك شيئا ، فقال أبو أيوب : سألنا عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «فذلك له سهم جمع» .

وروى البيهقي في «الغزاة» عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تقرأون القرآن معي وأنا في الصلاة ؟ قالوا : نعم ، يا رسول الله ، نهذه هذا ، أو قال ندرسه درسا ، قال : فلا تفعلوا إلا بأم القرآن سرا في أنفسكم .

وروي عن عثمان بن عفان- رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني صليت ، فلم أدر أشفعت أم أوترت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إياكم وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم ، من صلى منكم فلم يدر أشفع أم أوتر فليسجد سجدتين فإنهما إتمام صلاته» .

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأي شيء سميت يوم الجمعة ؟ قال : «لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم ، وفيها الصعقة والبعثة ، وفيها البطشة ، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله- عز وجل- فيها استجيب له» .

وروى الترمذي وحسنه عن عمرو بن عوف- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله- عز وجل- العبد فيها شيئا إلا آتاه الله ، قالوا : يا رسول الله ، أي ساعة ؟ قال : «هي من حين تقام الصلاة إلى الانصراف» .

وروى الإمامان الشافعي وأحمد عن سعد بن عبادة- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أخبرنا عن يوم الجمعة ما فيها من الخير ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فيه خمس خلال ، فيه خلق آدم ، وفيه هبط عليه السلام إلى [ ص: 247 ]

الأرض ، وفيه توفى الله تعالى آدم ، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم ، وفيه تقوم الساعة فما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال» ، زاد أحمد : ولا حجر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة .


وروى الديلمي وابن عساكر عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الناس في العيدين : تقبل الله منا ومنكم ، قال ذلك فعل أهل الكتاب وكرهه .

وروى الشيخان عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنه- قال : يا رسول الله ، كيف صلاة الليل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشيت الصبح ، فأوتر بواحدة» .

وروى الترمذي واستغربه عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر ، فقال : «هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر» .

وروى الدارقطني عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوتر ، فقال : افصل بين الثنتين والواحدة بالسلام .

وروى أبو داود عن عبد الله بن وحشي- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل ؟ قال : «طول القنوت»

القنوت هنا : القيام في الصلاة .

روى الإمام أحمد والنسائي عن أبي مسلم قال : قلت لأبي ذر : أي صلاة الليل أفضل ؟ فقال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «نصف الليل وقليل فاعله» .

وروى النسائي وابن ماجه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : قلت : يا رسول الله ، من أسلم معك ؟ قال : حر وعبد ، قال : هل من ساعة أقرب إلى الله تعالى من الأخرى ؟ قال : نعم ، جوف الليل الأوسط .

وروى مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي- رضي الله تعالى عنه- قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وبحاجته ، فقال سلني ، فقلت إني أسألك مرافقتك في الجنة ، قال : أوغير ذلك ؟ قلت : هو ذلك ، قال : «فأعني عن نفسك بكثرة السجود» .

وروى مسلم عن معدان بن أبي طلحة قال : لقيني ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة ، أو قلت : بأحب الأعمال إلى الله تعالى فسكت ، ثم سألته الثالثة ، فقال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : عليك بكثرة السجود لله- عز وجل- ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله تعالى بها درجة وحط عنك خطيئة قال معدان : ثم لقيت أبا الدرداء- رضي الله تعالى عنه- فسألته ، فقال مثل ما قال لي ثوبان [ ص: 248 ]

وروى البيهقي عن عبد الله بن سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما الأعمال أفضل ؟ قال : الصلاة في أول وقتها . . . الحديث .

وروى ابن ماجه عن عمر- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل في بيته ، فقال : «أما صلاة الرجل في بيته فنور فنوروا قبوركم» .

وروي عن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال : يا رسول الله ، كم فرض الله تعالى على عباده من الصلوات ؟ قال : افترض الله تعالى على عباده خمس صلوات . . . الحديث .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن فضالة بن عبيد الله- رضي الله تعالى عنه- قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلادة فيها ذهب وخرز تباع وهي من الغنائم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالذهب الذي في القلادة فنزع وحده ، ثم قال : الذهب بالذهب وزنا بوزن .

وروى أبو داود عن معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني- رضي الله تعالى عنه- أنه قال لامرأته : متى يصلي الصبي ؟ فقالت : كان رجل منا يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن ذلك ، فقال : إذا عرف يمينه من شماله ، فمروه بالصلاة .

وروى أبو داود والدارقطني [ . . . . . ] .

وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي قتادة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم فملت معه ، فقال : انظر فقلت : هذا راكب ، هذان راكبان ، هؤلاء ثلاثة ، حتى صرنا سبعة ، فقال : «احفظوا علينا صلاتنا» يعني صلاة الفجر ، فضرب على آذانهم فما أيقظهم إلا حر الشمس فقاموا فساروا هنيهة ، ثم نزلوا فتوضأوا وأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر ، ثم صلوا الفجر وركبوا ، فقال بعضهم لبعض : قد فرطنا في صلاتنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنه لا تفريط في النوم إنما التفريط في اليقظة ، فإذا سها أحدكم عن صلاة ، فليصلها حين يذكرها ومن الغير للوقت» .

وروى الدارقطني عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يغمى عليه [ . . . . ] .

وروى مسلم عن بريدة بن الخصيب- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلوات ، فقال له : صل معنا هذين اليومين [ ص: 249 ]

وروى ابن أبي شيبة عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صلاة الفجر ، فأمر بلالا ، فأذن حين طلع الفجر ، ثم من الغد حين أسفر ، ثم قال : أين السائل قال : الوقت ما بين هذين الوقتين .

وروى ابن أبي شيبة أيضا عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : جاء ابن أم مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني رجل ضرير شاسع الدار ، وليس لي قائد يلازمني فهل لي من رخصة أن لا آتي إلى المسجد قال : لا .

وروى الإمام أحمد عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» .

وروى الإمام أحمد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة ، قال : راحة للمؤمن وأخذة أسيف للفاجر .

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بجدار ، أو حائط مائل ، فأسرع المشي فقيل له ، فقال : إني أكره موت الفوات وموت الفوات هو موت الفجأة من قولك فاتني فلان ، أي سبقني .

روى الشيخان عن أنس- رضي الله عنه- : «دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين- وكان ظئرا لإبراهيم- فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشحمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك ، وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله تبكي ؟ فقال : يا ابن عوف ، إنها رحمة . . . الحديث .

وروى مسلم عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما تعدون الرقوب فيكم ؟ » قلنا : الذي لا مولد له ، قال : «ليس ذلك بالرقوب ، ولكن الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا» .

الرقوب : بفتح الراء قال أبو عبيد : معناه في كلامهم فقد الأولاد في الدنيا ، فجعل الله تعالى فقدهم في الآخره ، فكأنه حول الموضع إلى غيره ، وقال في النهاية : هو الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد ، لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه فنقله صلى الله عليه وسلم إلى الذي لم يقدم من الولد شيئا ، أي يموت قبله تعريفا أن الأجر والثواب لمن قدم شيئا من الأولاد وأن الاعتداد به أكثر ، والنفع به أعظم ، وأن فقدهم وإن كان في الدنيا عظيما ، فإن فقد الأجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم ، وأن المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه ، ومن لم [ ص: 250 ] يرزق من ذلك فهو الذي لا يولد له ولم يقله صلى الله عليه وسلم إبطالا لتفسيره اللغوي ، وهذا كقوله : إنما المحروب من حرب دينه . ونقله كما قال الحافظ الدمياطي ما تعدون المفلس ؟ قالوا : الذي لا درهم له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا من الألفاظ التي نقلها عن وضعها اللغوي لضرب من التوسع والمجاز ، والسائل : الفقير فنقله صلى الله عليه وسلم أيضا .

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، تمر بنا جنازة الكافر ، فنقوم ؟ قال : نعم ، فإنكم لستم تقومون لها ، إنما تقومون إعظاما للذي خلق النفوس .

وروى الشيخان عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : مرت جنازة ، فقام لها رسول الله ، فقمنا معه ، فقلنا : يا رسول الله ، إنها يهودية ، فقال : «إن للموت فزعا ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا» .

وروى الإمام أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال : لما مات عبد الله بن أبي بن سلول دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه ، فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة ، تحولت عنه فقمت في صدره ، فقلت : يا رسول الله ، أعلى عدو الله تصلي ؟ عبد الله بن أبي القائل يوم كذا وكذا ، والقائل يوم كذا وكذا ، أعدد أيامه الخبيثة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى أكثرت عليه ، فقال : أخر عني يا عمر ، إني خيرت فاخترت قد قيل لي استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم [التوبة : 80] فلو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر لهم لزدت ، ثم صلى عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه فتعجبت لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم ، فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [التوبة : 84] فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله- عز وجل- .

وروى تمام وابن عساكر عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال : يا رسول الله ، إن أمي أصابها حمل فلم تفطر حتى ماتت قال : «اذهب فصل عليها فإن أمك قتلت نفسها» .

وروى الإمام أحمد والنسائي عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : [سمعت] رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان .

وروى أبو داود عن أبي أسيد- بضم الهمزة وفتح السين- هو مالك بن ربيعة الساعدي- رضي الله تعالى عنه- قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني [ ص: 251 ]

سلمة ،
فقال : يا رسول الله ،
هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال : «نعم الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما» .


وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد- رحمه الله تعالى- عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وروى أبو داود والنسائي عن الشريد بن سويد- رضي الله تعالى عنه- أن أمه أوصت أن يعتق رقبة مؤمنة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : عندي جارية سوداء أو نوبية فأعتقها ؟ فقال : ائت بها فدعوتها فجاءت ، فقال لها : من ربك ؟ قالت : الله ، قال : من أنا ؟ فقالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فأعتقها ، فإنها مؤمنة .

روى الإمام أحمد عن ابن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتان القبور ، فقال عمر- رضي الله تعالى عنه- : أترد علينا عقولنا ، يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، كهيئتكم اليوم ، فقال عمر : بفيه الحجر .

وروى الترمذي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : دخلت علي امرأة من اليهود ، فقالت : إن أكثر عذاب القبر من البول .

التالي السابق


الخدمات العلمية