سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : ورد في سعة الحوض أحاديث متقاربة المعنى .

ففي رواية : مسيرة شهر ، وفي رواية : ما بين أيلة إلى مكة .

وفي رواية : ما بين أيلة إلى صنعاء .

وفي رواية : من عدن إلى عمان .

وفي رواية : من صنعاء إلى المدينة .

وفي رواية : أعرض ما بين صنعاء إلى بصرى .

وفي رواية : ما بين الكوفة والحجر الأسود .

وفي رواية : ما بين جرباء وأذرح .

وفي رواية : مثل ما بين المدينة وعمان .

وفي رواية : إن حوضي هو من أيلة إلى عدن .

في رواية : ما بين مكة وبيت المقدس .

قال العلماء : وهذا الاختلاف في هذه الروايات ليس موجبا للاضطراب فيها؛ لأنه لم يأت في حديث بل واحد ، بل في أحاديث مختلفة الرواية عن جماعة من الصحابة سمعوها من النبي- صلى الله عليه وسلم- في مواطن مختلفة ضربها النبي- صلى الله عليه وسلم- مثلا لبعد أقطار أرض الحوض وسعته وقرب ذلك على أفهام السامعين لبعد ما بين هذه البلاد المذكورة لا على التقدير الموضوع للتحديد ولإعلام السامعين عظم بعد المسافة ، وسعة الحوض وليس في ذلك القليل من هذه المسافات منع من الكثير؛ فإن الكثير ثابت على ظاهره ، وصحت الروايات به ، والقليل داخل فيه فلا معارضة ولا منافاة بينهما ، وكذلك القول في آنية الحوض ، أي العدد المذكور في الأحاديث على ظاهره وأنها أكثر من عدد نجوم السماء ، ولا مانع يمنع من ذلك؛ إذ قد وردت الأحاديث الصحيحة بذلك .

الثاني :

روى الطبراني عن سمرة بن جندب أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : « إن الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته ، فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة ، وإن كل رجل [ ص: 467 ]

منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا ، يدعو من عرف من أمته ، ولكل أمة ، يعرفهم بها نبيهم
.

وروى الترمذي عن سمرة أيضا : قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « إن لكل نبي حوضا ، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة .

انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية