صفحة جزء
ثم كانت سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق النضري .

بخيبر في شهر رمضان [سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذكر ابن سعد أنه] كان أبو رافع [بن أبي الحقيق] قد أجلب في غطفان ومن [ ص: 262 ] حوله من مشركي العرب ، وجعل لهم الجعل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك ، و عبد الله بن أنيس ، وأبا قتادة ، والأسود بن خزاعي ، ومسعود بن سنان . وأمرهم بقتله .

فذهبوا إلى خيبر ، فكمنوا ، فلما هدأت الرجل جاءوا إلى محله فصعدوا درجة له ، فقدموا عبد الله بن عتيك؛ لأنه كان يرطن باليهودية ، فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية ، ففتحت له امرأته ، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح ، فأشار إليها بالسيف ، فسكتت فدخلوا عليه ، فما عرفوه إلا ببياضه كأنه قبطية ، فعلوه بأسيافهم .

قال ابن أنيس: وكنت رجلا أعشى لا أبصر ، فاتكأت بسيفي على بطنه حتى سمعت خسه في الفراش ، [وعرفت أنه قد قضى عليه] ، وجعل القوم يضربونه جميعا ، ثم نزلوا فصاحت امرأته فتصايح أهل الدار ، واختبأ القوم [في بعض مناهر خيبر] ، وخرج الحارث أبو زينب في ثلاثة آلاف في آثارهم يطلبونهم بالنيران ، فلم يروهم فرجعوا .

ومكث القوم في مكانهم يومين حتى سكن الطلب ، ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة كلهم يدعي قتله ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أفلحت الوجوه" فقالوا: أفلح وجهك يا رسول الله ، وأخبروه خبرهم ، فأخذ أسيافهم فنظر إليها فإذا أثر الطعام في ذباب سيف عبد الله بن أنيس ، فقال عليه الصلاة والسلام: "هذا قتله"


التالي السابق


الخدمات العلمية