صفحة جزء
ثم كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين في شوال

قالوا: قدم نفر من عرينة [ثمانية] على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلموا واستوبئوا [ ص: 264 ] المدينة ، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه [وكانت على ستة أميال من المدينة ، وكانوا فيها حتى صحوا وسمنوا] فاستاقوها وقتلوا الراعي وقطعوا يده ورجله ، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر ، فبعث في أثرهم عشرين فارسا ، واستعمل عليهم كرزا فأدركوهم ، وأحاطوا بهم وأسروهم وربطوهم حتى قدموا بهم المدينة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة ، فخرجوا بهم نحوه ، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وصلبوا هناك ، وكانت اللقاح خمس عشرة لقحة فردوها إلا واحدة [نحروها] . أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: أخبرنا ابن [أبي] عدي ، عن حميد ، عن أنس ، قال: أسلم ناس من عرينة ، فاجتووا المدينة ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو خرجتم إلى ذود لنا فشربتم من ألبانها" ، قال حميد: وقال قتادة ، عن أنس: "وأبوالها" ، ففعلوا ، فلما صحوا كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم [مؤمنا أو مسلما] وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم وهربوا محاربين ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا . أخرجاه في الصحيحين . [ ص: 265 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية