غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
ولما بين الناظم رحمه الله تعالى طرفا صالحا من أحكام السلام أعقب ذلك بالكلام على لفظه فقال :

مطلب : في تعريف لفظ السلام وتنكيره واختلاف العلماء في ذلك : وتعريفه لفظ السلام مجوز وتنكيره أيضا على نص أحمد ( وتعريفه ) أي المسلم ( لفظ السلام ) بالألف واللام ( مجوز ) أي جائز ( و ) يجوز ( تنكيره ) أي السلام ( أيضا ) بأن يقول سلام عليكم بلا [ ص: 295 ] فرق بين الأحياء والأموات والتحية والوداع ( على نص ) الإمام ( أحمد بن محمد بن حنبل .

وسنذكر طرفا من ترجمته هنا .

    وقد قيل نكره وقيل تحية
كللميت والتوديع عرف كردد ( وقد قيل نكره ) أفضل ، وعنه تعريفه أفضل ، والمعتمد جواز الأمرين معا ; لأن النصوص صحت بهما ( وقيل ) الأفضل تنكيره ( تحية ) أي في سلام التحية ( ك ) ما أن الأفضل تعريفه في القول المعتمد في السلام ( للميت ) أي على الأموات ( و ) في السلام ل ( لتوديع ) أي عند الانصراف من المجلس ( عرف ) لفظ السلام بأن تقول : السلام عليكم ورحمة الله دار قوم مؤمنين في تحية الأموات ، وكذا عند التوديع من مجلس قمت منه فتقول السلام عليكم ورحمة الله .

قاله ابن البنا ، قال في شرح الإقناع كغيره قال ابن البنا : سلام التحية منكر وسلام الوداع معرف .

وقال الحجاوي في شرح الآداب بعد ذكره كلام ابن البنا : وقال ابن عقيل : سلام الأحياء منكر وسلام الأموات معرف .

كذلك روي عن عائشة رضي الله عنها وقيل عكسه .

قال والذي استقر عليه المذهب تعريف السلام على الميت وقاله جماعة ونص عليه الإمام أحمد ; لأنه أشهر الأخبار .

ويخير في السلام على الحي ، فإن شاء عرف وإن شاء نكر . انتهى .

وقول الناظم ( كردد ) أي كما أن الأفضل تعريف السلام في الرد .

وتكرير الدال المهملة ضرورة .

وتقدم قول ابن الأثير كانوا يستحبون تنكير الابتداء وتعريف الجواب ، وتكون الألف واللام للعهد يعني السلام الأول .

التالي السابق


الخدمات العلمية