غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
ومرأى عجوز لم ترد وصفاحها وخلوتها اكره لا تحيتها اشهد ( ومرأى عجوز ) المراد رؤيتها والنظر فيها بلا شهوة ، والعجوز الشيخ والشيخة ، والمراد هنا الكبيرة من النساء ولا تقل عجوزة أو هي لغة رديئة كما في القاموس وجمعها عجائز وعجز ( لم ترد ) بالبناء للمفعول ونائب الفاعل [ ص: 345 ] ضمير يعود إلى العجوز أي لم تردها النفس ولم تطلبها لكبرها ( وصفاحها ) أي العجوز التي لم ترد للجماع ودواعيه يعني مصافحتها ( وخلوتها ) أي الخلوة بها ( اكره ) ذلك أي اعتقده مكروها لا حراما ، لأن الإمام أحمد رضي الله عنه جوز أخذ يد عجوز وفي الرعاية وشوهاء .

وإنما كرهت الخلوة بها مع كونها غير مطلوبة للنفس ولا مرادة لها لعموم قوله صلى الله عليه وسلم { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإن ثالثهما الشيطان } رواه الإمام أحمد .

والعجوز وإن كبرت لا تخرج عن كونها امرأة ومفهوم نظمه أن رؤية الشابة يعني غير الفجأة ومصافحتها والخلوة بها حرام ، وهو كذلك . وتقدم الخلاف في مصافحتها هل تكره أو تحرم ، والثاني اختيار الشيخ ، حمل رواية الكراهة على العجوز ورواية التحريم على الشابة . .

التالي السابق


الخدمات العلمية