غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
وغير بغير الأسود الشيب وابقه وللقزع اكره ثم تدليس نهد

( وغير ) أنت استحبابا ( بغير ) الخضاب ( الأسود الشيب ) مفعول غير ، فيسن خضاب الشيب بالحناء والكتم بفتح الكاف والتاء المشددة والمشهور التخفيف كما في نهاية ابن الأثير ، هو نبت يخلط مع الوسمة ويصبغ به الشعر . وقيل هو الوسمة .

وفي الحديث أن أبا بكر رضي الله عنه كان يصبغ بالكتم . قال في النهاية : ويشبه أن يقال استعمال الكتم مفردا عن الحناء ، فإن الحناء إذا خضب به مع الكتم جاء أسود وقد صح النهي عن السواد . قال ولعل الحديث بالحناء أو الكتم على التخيير ، ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم . انتهى .

وفي لغة الإقناع : الكتم بفتحتين نبت فيه حمرة يخلط بالوسمة ويختضب به للسواد وقد قيل هو الوسمة . وفي كتب الطب : الكتم من نبات الجبال ورقه كورق الآس يخضب به مدقوقا وله ثمر قدر الفلفل ، ويسود إذا [ ص: 416 ] نضح ، وقد يعتصر منه دهن يستصبح به في البوادي . انتهى .

والحناء بالمد والتشديد شجر معروف وهو جمع واحده حناءة . وقال الفراء : جمع الحناء حنات بالكسر ، يقال حنأت رأسي مهموزا وحناه تحنيا وتحنية .

واليرناء بضم التحتية وفتح الراء ممدودة ، يقال يرنأ أي صبغ باليرناء وهو نبت كالسدر ببلاد العرب بالعين المهملة وهو كثير معروف ببلاد مصر وورقه شبيه بورق الآس ، يؤخذ في كل عام مرتين ، وأصله يسمى البلند كسمند كما في الروضة الغناء في منافع الحناء لسبط المرصفي ، وقال بعض الأطباء : الحناء نبت يزرع ولا يوجد بدون الماء ويعظم حتى يقارب الشجر الكبار بجزائر السويس وما يليها ، ورقه كورق الزيتون لكنه أعرض يسيرا ونوره أبيض ، وإذا أطلقت الفاغية فالمراد زهره والحناء فورقه ، وليس لعيدانه نفع ، وأجوده الخالص الحديث ، وتبطل قوته بعد أربع سنين ، ولا يكون سحقه بدون الرمل فينبغي ترويقه عند استعماله وليس في المخضبات أكثر سريانا منه إذا خضبت به الرجل أو اليد اشتدت حمرة البول بعد عشر درج ، فبذلك يطرد الحرارة ويفتح السدد وهو يصلح الشعر خصوصا بماء الكسفرة والزفت .

التالي السابق


الخدمات العلمية