غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : فيما يقال للمريض حال العيادة من الدعاء وتلاوة السور ، وأنه يمسح عليه بيده اليمنى .

فقد أخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي ، والبيهقي في الشعب من حديث أبي أمامة والطبراني من حديث أبي هريرة وابن ماجه من حديث عائشة وأخرجه أبو يعلى بسند رجاله ثقات ، ومن حديث جابر أخرجه البيهقي أن { من تمام العيادة أن تضع يدك على المريض } ، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه السيوطي وغيره وخذ بيد المريض وقل : لا بأس طهور إن شاء الله تعالى لفعله عليه الصلاة والسلام .

وفي الصحيحين { كان صلى الله عليه وسلم يعود بعض أهله ويمسح بيده اليمنى ويقول : اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما } متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها ، ويدعو للمريض بالعافية والصلاح ، ومما ورد { أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبعا } .

وفي مسند الإمام أحمد وأبي داود وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا { ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي ، وأن يقرأ عنده فاتحة الكتاب ، والإخلاص ، والمعوذتين وقول اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى صلاة } .

وصح { أن جبريل عليه السلام عاده عليه الصلاة والسلام فقال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس ، أو عين حاسد الله يشفيك باسمه أرقيك } . ( ولا تكثر ) أيها العائد على المريض ( سؤالا ) ، فإنك إن فعلت ذلك ( تنكد ) عليه عيشه يقال : نكد عيشهم كفرح [ ص: 12 ] اشتد وعسر وناكده عاسره وتناكدا تعاسرا ، والمراد هنا أن كثرة سؤال المريض تعسر عليه وتصعب وتضجره وتثقل عليه ، فإنه ينبغي له أن يكون مشغولا بحاله متنصلا من ذنبه وضلاله . راجيا عفو ربه . خائفا من وصمة ذنبه ، بل يسأل العائد المريض عن حاله نحو كيف تجدك ؟ وينفس له في أجله بما يطيب به نفسه إدخالا للسرور عليه لقوله عليه الصلاة والسلام : { إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله } لكنه ضعيف كما في الفروع .

التالي السابق


الخدمات العلمية