الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : فيما يقال للمريض حال العيادة من الدعاء وتلاوة السور ، وأنه يمسح عليه بيده اليمنى .

فقد أخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي ، والبيهقي في الشعب من حديث أبي أمامة والطبراني من حديث أبي هريرة وابن ماجه من حديث عائشة وأخرجه أبو يعلى بسند رجاله ثقات ، ومن حديث جابر أخرجه البيهقي أن { من تمام العيادة أن تضع يدك على المريض } ، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه السيوطي وغيره وخذ بيد المريض وقل : لا بأس طهور إن شاء الله تعالى لفعله عليه الصلاة والسلام .

وفي الصحيحين { كان صلى الله عليه وسلم يعود بعض أهله ويمسح بيده اليمنى ويقول : اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما } متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها ، ويدعو للمريض بالعافية والصلاح ، ومما ورد { أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبعا } .

وفي مسند الإمام أحمد وأبي داود وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا { ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي ، وأن يقرأ عنده فاتحة الكتاب ، والإخلاص ، والمعوذتين وقول اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى صلاة } .

وصح { أن جبريل عليه السلام عاده عليه الصلاة والسلام فقال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس ، أو عين حاسد الله يشفيك باسمه أرقيك } . ( ولا تكثر ) أيها العائد على المريض ( سؤالا ) ، فإنك إن فعلت ذلك ( تنكد ) عليه عيشه يقال : نكد عيشهم كفرح [ ص: 12 ] اشتد وعسر وناكده عاسره وتناكدا تعاسرا ، والمراد هنا أن كثرة سؤال المريض تعسر عليه وتصعب وتضجره وتثقل عليه ، فإنه ينبغي له أن يكون مشغولا بحاله متنصلا من ذنبه وضلاله . راجيا عفو ربه . خائفا من وصمة ذنبه ، بل يسأل العائد المريض عن حاله نحو كيف تجدك ؟ وينفس له في أجله بما يطيب به نفسه إدخالا للسرور عليه لقوله عليه الصلاة والسلام : { إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله } لكنه ضعيف كما في الفروع .

التالي السابق


الخدمات العلمية