غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : يسن لداخل المسجد أن يتعاهد نعله وأن يبدأ بخلع اليسرى ويقدم اليمنى في الدخول ويقول ما ورد .

( وافتقدها ) أي يسن افتقاد النعال ( عند ) إرادة دخول ( أبواب ) [ ص: 303 ] جمع باب ( مسجد ) لإزالة ما علق بها من أذى ; لما روى الخلال عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : تعاهدوا نعالكم عند أبواب المساجد } قال القاضي أبو يعلى : إنما قال ذلك خوفا من أن تكون فيها نجاسة فتنجس المسجد .

وتقدم ما ذكره الشيخ في فتواه قريبا .

قال في الآداب الكبرى : ويسن أن يبدأ بخلع اليسرى ولبس اليمنى .

بيساره فيهما ، والمسجد ونحوه فيهما سواء قال المروذي : رأيت أبا عبد الله إذا دخل المسجد خلع نعليه ، وهو قائم ، ويقدم الرجل المسلم والمرأة المسلمة يعني الذكر والأنثى اليمنى من رجليه دخولا واليسرى خروجا .

ويقول عند الدخول : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ، ثم يقول : بسم الله ويدخل على الصفة التي ذكرناها بأن يقدم رجله اليمنى في الدخول ويقدم اليسرى في الخروج ، ويقول ما ذكرناه عند خروجه إلا أنه يقول أبواب فضلك بدل رحمتك .

ففي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال { إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم إني أسألك من فضلك } ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم . وليس في رواية مسلم { فليسلم على النبي } صلى الله عليه وسلم . وهو في رواية الباقين . زاد ابن السني { وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل : اللهم أعذني من الشيطان الرجيم } روى هذه الزيادة ابن ماجه وابن خزيمة وأبو حاتم بن حبان بكسر الحاء المهملة في صحيحهما .

وروى أبو داود بسند جيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظه مني سائر اليوم } .

[ ص: 304 ] وفي كتاب ابن السني عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن جدته رضي الله عنها قالت { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد حمد الله - تعالى ، وسمى وقال : اللهم اغفر لي ، وافتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج قال مثل ذلك ، وقال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك } .

وفي المسند والترمذي وسنن ابن ماجه من حديث فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى رضي الله عنهم قالت { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : اللهم صل على محمد وسلم اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال مثلها إلا أنه يقول : أبواب فضلك } . ولفظ الترمذي { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم } . قلت : وهذا الحديث ، والذي قبله واحد . وإنما ذكرناهما بصورة حديثين لما في ألفاظهما من التخالف ، ولأن الشيخ أبا زكريا النووي - رحمه الله - عزاه لابن السني فقط مع أنه في مسند الإمام وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية