غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في السير حافيا وحاذيا : وسر حافيا أو حاذيا وامش واركبن تمعدد واخشوشن ولا تتعود ( وسر ) حالة كونك ( حافيا ) بلا نعل أحيانا اقتداء بسيد العالم صلى الله عليه وسلم ( أو ) سر في حال كونك ( حاذيا ) أي منتعلا يقال : حذا النعل حذوا وحذاء قدرها وقطعها .

وحذا الرجل نعلا ألبسه إياها كأحذاه .

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه { أنه لما كان أميرا بمصر قال له بعض أصحابه لا أرى عليك حذاء قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا } . ورواه أبو داود .

ويروى هذا المعنى عن عمر رضي الله عنه .

وأخرج البزار برجال ثقات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي حافيا وناعلا } .

قال الإمام المحقق في الهدي النبوي : { كان صلى الله عليه وسلم يمشي حافيا ومنتعلا } .

قال الشمس الشامي : أما مشيه منتعلا فهو أكثر مشيه ، وأما حافيا فذكره الغزالي في الإحياء أيضا ، واستدل له الحافظ العراقي بما رواه مسلم . [ ص: 341 ] عن ابن عمر رضي الله عنه في عيادته صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة قال { : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا معه ، ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في السباخ } والله أعلم .

( وامش ) أحيانا ( واركبن ) فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة واركب أحيانا ولا تتنعم كل النعم ، ولا تتقشف كل التقشف ، فتارة هكذا وتارة هكذا

التالي السابق


الخدمات العلمية