غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : حكم المشي مع الغير .

( الثاني ) : قال الإمام ابن عقيل : من مشى مع إنسان فإن كان أكبر منه ، وأعلم فعن يمينه يقيمه مقام الإمام في الصلاة ، وإذا كانا سواء استحب له أن يخلي له يساره حتى لا يضيق عليه جهة البصاق والامتخاط .

ومقتضى كلامه استحباب مشي الجماعة خلف الكبير ، وإن مشوا على جانبيه فلا بأس كالإمام في الصلاة .

وفي صحيح مسلم في أول كتاب الإيمان قول يحيى بن يعمر أنه هو وحميد بن عبد الرحمن مشيا عن جانبي ابن عمر رضي الله عنهما .

وقال سيدي عبد القادر - قدس الله روحه - : وإن كان دونه في المنزلة يجعله عن يمينه ويمشي عن يساره .

وقد قيل : المستحب المشي عن اليمين في الجملة لتخلي اليسار للبصاق وغيره . انتهى .

( الثالث ) : قال الإمام الحافظ ابن الجوزي رحمه الله ورضي عنه - : إذا أذن له ، ومعه من هو أكبر منه بيوم قدر الأكبر في الدخول .

فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { أمرني جبريل أن أكبر ، وقال : قدموا الكبير } . وقال مالك بن معوذ : كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فصرنا إلى مضيق فتقدمني ثم قال : لو كنت أعلم أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك .

التالي السابق


الخدمات العلمية