صفحة جزء
[ ص: 175 ] الآية الحادية والعشرون :

قوله تعالى : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين } .

فيها أربع مسائل :

المسألة الأولى : في سبب نزولها : وفي ذلك روايات ، أصلها روايتان : إحداهما : { أنه لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا ، ومن المهاجرين ستة ، فيهم حمزة ، فمثلوا بهم ، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم قال : فلما كان فتح مكة ، فأنزل الله { وإن عاقبتم } الآية ، فقال رجل : لا قريش بعد اليوم ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كفوا عن القوم إلا أربعة } .

الثانية :

أن { النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد ، فنظر إلى شيء لم ينظر إلى شيء كان أوجع منه لقلبه ، ونظر إليه قد مثل به ، فقال : رحمة الله عليك ، فإنك كنت ما عرفتك فعولا للخيرات ، وصولا للرحم ، ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك ، حتى تحشر من أفراد شتى أما والله مع ذلك لأمثلن بسبعين منهم . فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم النحل : { وإن عاقبتم } الآيات ; فصبر النبي ، وكفر عن يمينه ، ولم يمثل بأحد } .

التالي السابق


الخدمات العلمية