صفحة جزء
باب سؤر الحائض ومؤاكلتها

386 - ( عن عائشة قالت : { كنت أشرب وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب ، وأتعرق العرق وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في } رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي ) .


قوله : ( أتعرق العرق ) العرق بعين مهملة مفتوحة وراء ساكنة بعدها قاف : العظم ، وتعرقه : أكل ما عليه من اللحم ، ذكر معنى ذلك في القاموس .

والحديث يدل على أن ريق الحائض طاهر ولا خلاف فيه فيما أعلم ، وعلى طهارة سؤرها من طعام أو شراب ولا أعلم فيه خلافا .

387 - ( وعن عبد الله بن سعد قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم { عن مؤاكلة الحائض قال : واكلها } رواه أحمد والترمذي ) . الحديث قال الترمذي : حديث حسن غريب . وأخرجه أيضا أبو داود ، رواته كلهم [ ص: 350 ] ثقات ، وإنما غربه الترمذي ; لأنه تفرد به العلاء بن الحارث عن حكيم بن حزام ، وحكيم بن حزام عن عمه عن عبد الله بن سعد .

وفي الباب ما تقدم عن أنس عند مسلم بلفظ : { اصنعوا كل شيء إلا النكاح } وهو شاهد لصحة حديث الباب ، وكذلك حديث عائشة السابق . قال ابن سيد الناس في شرح حديث الباب : لما اعتضد به ارتقى في مراتب التحسين إلى مرتبة لم تكن له لولاه . والحديث يدل على جواز مؤاكلة الحائض . قال الترمذي : وهو قول عامة أهل العلم لم يروا بمؤاكلة الحائض بأسا . قال ابن سيد الناس في شرحه : وهذا مما أجمع الناس عليه ، وهكذا نقل الإجماع محمد بن جرير الطبري .

وأما قوله تعالى - { فاعتزلوا النساء في المحيض } - فالمراد اعتزلوا وطأهن . .

التالي السابق


الخدمات العلمية