صفحة جزء
قوله تعالى : إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين

قوله تعالى : إنهم ألفوا آباءهم ضالين أي صادفوهم كذلك فاقتدوا بهم . فهم على آثارهم يهرعون أي يسرعون ، عن قتادة . وقال مجاهد : كهيئة الهرولة . قال الفراء : الإهراع [ ص: 81 ] الإسراع برعدة . وقال أبو عبيدة : يهرعون يستحثون من خلفهم . ونحوه قول المبرد . قال : المهرع المستحث ، يقال : جاء فلان يهرع إلى النار إذا استحثه البرد إليها . وقيل : يزعجون من شدة الإسراع ، قاله الفضل . الزجاج : يقال هرع وأهرع إذا استحث وأزعج .

قوله تعالى : ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين أي من الأمم الماضية . ولقد أرسلنا فيهم منذرين أي رسلا أنذروهم العذاب فكفروا . فانظر كيف كان عاقبة المنذرين أي آخر أمرهم . إلا عباد الله المخلصين أي الذين استخلصهم الله من الكفر . وقد تقدم . ثم قيل : هو استثناء من المنذرين . وقيل : هو من قوله تعالى : ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين .

التالي السابق


الخدمات العلمية