صفحة جزء
قوله تعالى : أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين

قوله تعالى : أن كان ذا مال وبنين قرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو حيوة والمغيرة [ ص: 219 ] والأعرج " آن كان " بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام . وقرأ المفضل وأبو بكر وحمزة " أأن كان " بهمزتين محققتين . وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر ; فمن قرأ بهمزة مطولة أو بهمزتين محققتين فهو استفهام والمراد به التوبيخ ، ويحسن له أن يقف على زنيم ، ويبتدئ " أن كان " على معنى ألأن كان ذا مال وبنين تطيعه . ويجوز أن يكون التقدير : ألأن كان ذا مال وبنين يقول إذا تتلى عليه آياتنا : أساطير الأولين . ويجوز أن يكون التقدير : ألأن كان ذا مال وبنين يكفر ويستكبر . ودل عليه ما تقدم من الكلام فصار كالمذكور بعد الاستفهام . ومن قرأ " أن كان " بغير استفهام فهو مفعول من أجله والعامل فيه فعل مضمر ، والتقدير : يكفر لأن كان ذا مال وبنين .

ودل على هذا الفعل : إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ولا يعمل في " أن " : " تتلى " ولا قال لأن ما بعد " إذا " لا يعمل فيما قبلها ; لأن " إذا " تضاف إلى الجمل التي بعدها ، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف . و " قال " جواب الجزاء ولا يعمل فيما قبل الجزاء ; إذ حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه ، وحكم الجواب أن يكون بعد الشرط فيصير مقدما مؤخرا في حال . ويجوز أن يكون المعنى : لا تطعه لأن كان ذا يسار وعدد . قال ابن الأنباري : ومن قرأ بلا استفهام لم يحسن أن يقف على زنيم لأن المعنى لأن كان وبأن كان ، " فأن " متعلقة بما قبلها . قال غيره : يجوز أن يتعلق بقوله : " مشاء " بنميم ، والتقدير يمشي بنميم لأن كان ذا مال وبنين . وأجاز أبو علي أن يتعلق بعتل . وأساطير الأولين : أباطيلهم وترهاتهم وخرافاتهم . وقد تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية