1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الشورى
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ( 25 ) )

يقول - تعالى ذكره - : والله الذي يقبل مراجعة العبد إذا رجع إلى توحيد الله وطاعته من بعد كفره ( ويعفو عن السيئات ) يقول : ويعفو له أن يعاقبه على [ ص: 533 ] سيئاته من الأعمال ، وهي معاصيه التي تاب منها ( ويعلم ما تفعلون ) اختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة " يفعلون " بالياء ، بمعنى : ويعلم ما يفعل عباده ، وقرأته عامة قراء الكوفة ( تفعلون ) بالتاء على وجه الخطاب .

والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، غير أن الياء أعجب إلي ، لأن الكلام من قبل ذلك جرى على الخبر ، وذلك قوله : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) ويعني - جل ثناؤه - بقوله : ( ويعلم ما تفعلون ) ويعلم ربكم أيها الناس ما تفعلون من خير وشر ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ، وهو مجازيكم على كل ذلك جزاءه ، فاتقوا الله في أنفسكم ، واحذروا أن تركبوا ما تستحقون به منه العقوبة .

حدثنا تميم بن المنتصر قال : أخبرنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك عن إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم النخعي ، عن همام بن الحارث قال : أتينا عبد الله نسأله عن هذه الآية : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) قال : فوجدنا عنده أناسا أو رجالا يسألونه عن رجل أصاب من امرأة حراما ، ثم تزوجها ، فتلا هذه الآية ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية