[ ص: 328 ]  [ ص: 329 ]  [ ص: 330 ]  [ ص: 331 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( 
والسماء ذات البروج  ( 1 ) 
واليوم الموعود  ( 2 ) 
وشاهد ومشهود  ( 3 ) 
قتل أصحاب الأخدود  ( 4 ) 
النار ذات الوقود  ( 5 ) ) . 
قال 
أبو جعفر  رحمه الله : 
قوله : ( والسماء ذات البروج  ) أقسم الله جل ثناؤه بالسماء ذات البروج . 
واختلف أهل التأويل في معنى البروج في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عني بذلك : والسماء ذات القصور . قالوا : والبروج : القصور . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس   ( 
والسماء ذات البروج  ) قال 
ابن عباس   : قصور في السماء ، قال غيره : بل هي الكواكب . 
حدثت عن 
الحسين ،  قال : سمعت 
أبا معاذ  يقول : ثنا 
عبيد ،  قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : ( البروج ) يزعمون أنها قصور في السماء ، ويقال : هي الكواكب . 
وقال آخرون : عني بذلك : والسماء ذات النجوم ، وقالوا : نجومها : بروجها . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن عمرو ،  قال : ثنا 
أبو عاصم ،  قال : ثنا 
عيسى ،  وحدثني 
الحارث ،  قال : ثنا 
الحسن ،  قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  في قول الله : ( 
ذات البروج  ) قال : البروج : النجوم  .  
[ ص: 332 ] 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
ابن أبي نجيح   ( 
والسماء ذات البروج  ) قال : النجوم . 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة ،  قوله : ( 
والسماء ذات البروج  ) وبروجها : نجومها . 
وقال آخرون : بل معنى ذلك : والسماء ذات الرمل والماء . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
الحسن بن قزعة ،  قال : ثنا 
حصين بن نمير ،  عن 
سفيان بن حسين ،  في قوله : ( 
والسماء ذات البروج  ) قال : ذات الرمل والماء . 
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : معنى ذلك : والسماء ذات منازل الشمس والقمر ، وذلك أن البروج جمع برج ، وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة ، ومن ذلك قول الله : ( 
ولو كنتم في بروج مشيدة  ) هي منازل مرتفعة عالية في السماء ، وهي اثنا عشر برجا ، فمسير القمر في كل برج منها يومان وثلث ، فذلك ثمانية وعشرون منزلا ثم يستسر ليلتين ، ومسير الشمس في كل برج منها شهر . 
وقوله : ( 
واليوم الموعود  ) يقول تعالى ذكره : وأقسم باليوم الذي وعدته عبادي لفصل القضاء بينهم ، وذلك يوم القيامة . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وجاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
أبو كريب ،  قال : ثنا 
ابن نمير  وإسحاق الرازي ،  عن 
موسى بن عبيدة ،  عن 
أيوب بن خالد ،  عن 
عبد الله بن رافع ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811156اليوم الموعود : يوم القيامة  " . 
قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ،  عن 
موسى بن عبيدة ،  عن 
أيوب بن خالد ،  عن 
عبد الله بن رافع ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله . 
حدثنا 
يعقوب ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ،  قال : ثنا 
يونس ،  قال : أنبأني 
عمار ،  قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة   : "اليوم الموعود : يوم القيامة" . قال 
يونس ،  وكذلك 
الحسن   .  
[ ص: 333 ] 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   ( 
واليوم الموعود  ) يعني : يوم القيامة  . 
حدثنا 
ابن عبد الأعلى ،  قال : ثنا 
ابن ثور ،  عن 
معمر ،  عن 
قتادة ،  في قوله : ( 
واليوم الموعود  ) قال : القيامة  . 
حدثني 
يونس ،  قال : أخبرنا 
ابن وهب ،  قال : قال 
ابن زيد   : ( اليوم الموعود ) يوم القيامة  . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
يونس بن عبيد ،  عن 
عمار بن أبي عمار ، مولى بني هاشم ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة   ( 
واليوم الموعود  ) يوم القيامة . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
موسى بن عبيدة ،  عن 
أيوب بن خالد ،  عن 
عبد الله بن رافع ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811156اليوم الموعود : يوم القيامة  " . 
حدثنا 
محمد بن عوف ،  قال : ثنا 
محمد بن إسماعيل بن عياش ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني 
ضمضم بن زرعة ،  عن 
شريح بن عبيد ،  عن 
أبي مالك الأشعري ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811156 ( اليوم الموعود ) يوم القيامة"  . 
وقوله : ( 
وشاهد ومشهود  ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : وأقسم بشاهد ، قالوا : وهو يوم الجمعة ، ومشهود قالوا : وهو يوم 
عرفة   . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
يعقوب  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ،  قال : أخبرنا 
يونس ،  قال : أنبأني 
عمار ،  قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة   : الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة; قال 
يونس ،  وكذلك قال 
الحسن   . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ،  قال : ثنا 
محمد بن جعفر ،  قال : ثنا 
شعبة ،  عن 
أبي إسحاق ،  قال : سمعت 
حارثة بن مضرب ،  يحدث عن 
علي  رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : يوم الجمعة ، ويوم 
عرفة   . 
حدثني 
محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس   ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : الشاهد يوم الجمعة ،  
[ ص: 334 ] والمشهود : يوم 
عرفة;  ويقال : الشاهد : الإنسان ، والمشهود : يوم القيامة  . 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   ( 
وشاهد ومشهود  ) : يومان عظيمان من أيام الدنيا ، كنا نحدث أن الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم 
عرفة   . 
حدثنا 
ابن عبد الأعلى ،  قال : ثنا 
ابن ثور ،  عن 
معمر ،  عن 
قتادة   ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم 
عرفة   . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
أبي إسحاق ،  عن 
الحارث ،  عن 
علي  رضي الله عنه : ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود : يوم 
عرفة   . 
حدثني 
يونس ،  قال : أخبرنا 
ابن وهب ،  قال : قال 
ابن زيد ،  في قوله : ( وشاهد ) يوم الجمعة ، ( ومشهود ) : يوم 
عرفة   . 
حدثنا 
أبو كريب ،  قال ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ،  عن 
موسى بن عبيدة ،  عن 
أيوب بن خالد ،  عن 
عبد الله بن رافع ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811157وشاهد : يوم الجمعة ، ومشهود : يوم عرفة   " . 
حدثنا 
أبو كريب ،  قال : ثنا 
ابن نمير  وإسحاق الرازي ،  عن 
موسى بن عبيدة ،  عن 
أيوب بن خالد ،  عن 
عبد الله بن رافع ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811158المشهود : يوم عرفة ،  والشاهد : يوم الجمعة  " . 
حدثنا 
سهل بن موسى ،  قال : ثنا 
ابن أبي فديك ،  عن 
ابن حرملة ،  عن 
سعيد  أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811159 "إن سيد الأيام يوم الجمعة ، وهو الشاهد ، والمشهود : يوم عرفة   " . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
موسى بن عبيد ،  عن 
أيوب بن خالد ،  عن 
عبد الله بن رافع  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811158المشهود : يوم عرفة ،  والشاهد : يوم الجمعة ، فيه ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب له ، ولا يستعيذه من شر إلا أعاذه  " . 
حدثني 
محمد بن عوف ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني 
ضمضم بن زرعة ،  عن 
شريح بن عبيد ،  عن 
أبي مالك الأشعري ،  قال : قال  
[ ص: 335 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811852إن الشاهد يوم الجمعة ، وإن المشهود يوم عرفة ،  فيوم الجمعة خيرة الله لنا" . 
حدثني 
سعيد بن الربيع الرازي ،  قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
عبد الرحمن بن حرملة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،  قال : سيد الأيام يوم الجمعة ، وهو شاهد . 
وقال آخرون : الشاهد : 
محمد ،  والمشهود : يوم القيامة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
أبو كريب ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ،  عن 
شعبة ،  عن 
علي بن زيد ،  عن 
يوسف المكي ،  عن 
ابن عباس  قال : الشاهد : 
محمد ،  والمشهود : يوم القيامة ، ثم قرأ ( 
ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود  )  . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
جرير ،  عن 
مغيرة ،  عن 
شباك ،  قال : سأل رجل 
الحسن بن علي ،  عن ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : سألت أحدا قبلي؟ قال : نعم ، سألت 
ابن عمر  وابن الزبير ،  فقالا يوم الذبح ويوم الجمعة; قال : لا ولكن الشاهد : 
محمد ،  ثم قرأ : ( 
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا  ) والمشهود : يوم القيامة ، ثم قرأ : ( 
ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود  ) . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
جابر ،  عن 
أبي الضحى ،  عن 
الحسن بن علي ،  قال : الشاهد : 
محمد ،  والمشهود : يوم القيامة . 
حدثني 
سعيد بن الربيع ،  قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
عبد الرحمن بن حرملة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب   : ( ومشهود ) : يوم القيامة  . 
وقال آخرون : الشاهد : الإنسان ، والمشهود : يوم القيامة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
محمد بن عبيد المحاربي ،  قال : ثنا 
أسباط ،  عن 
عبد الملك ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  في قوله : ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : الشاهد : ابن 
آدم ،  والمشهود : يوم القيامة . 
حدثني 
محمد بن عمرو ،  قال : ثنا 
أبو عاصم ،  قال : ثنا 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  قوله : ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : الإنسان ، وقوله :  
[ ص: 336 ]  ( ومشهود ) قال : يوم القيامة . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  قال : الشاهد : الإنسان ، والمشهود : يوم القيامة . 
حدثني 
يعقوب ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ،  عن 
خالد الحذاء ،  عن 
عكرمة ،  في قوله : ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : شاهد : ابن 
آدم ،  ومشهود : يوم القيامة . 
حدثت عن 
الحسين ،  قال : سمعت 
أبا معاذ  يقول : أخبرنا 
عبيد ،  قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : ( وشاهد ) يعني : الإنسان ( ومشهود ) يوم القيامة ، قال الله : ( 
وذلك يوم مشهود  )  . 
وقال آخرون : الشاهد : 
محمد ،  والمشهود : يوم الجمعة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح ،  قال : ثنا 
الحسين ،  عن 
يزيد ،  عن 
عكرمة ،  في قوله : ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : الشاهد : 
محمد ،  والمشهود : يوم الجمعة ، فذلك قوله : ( 
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا  )  . 
وقال آخرون : الشاهد : الله ، والمشهود : يوم القيامة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
علي ،  قال : ثنا 
أبو صالح ،  قال : ثني 
معاوية ،  عن 
علي ،  عن 
ابن عباس ،  في قوله : ( وشاهد ) يقول : الله ( ومشهود ) يقول : يوم القيامة . 
وقال آخرون : الشاهد : يوم الأضحى ، والمشهود : يوم الجمعة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
جرير ،  عن 
مغيرة ،  عن 
شباك ،  قال : سأل رجل 
الحسن بن علي ،  عن ( شاهد ومشهود ) قال : سألت أحدا قبلي؟ قال : نعم ، سألت 
ابن عمر  وابن الزبير ،  فقالا : يوم الذبح ، ويوم الجمعة . 
وقال آخرون : الشاهد : يوم الأضحى ، والمشهود : يوم 
عرفة   . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
مهران ،  عن 
سفيان ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن  
[ ص: 337 ] مجاهد ،  عن 
ابن عباس   : ( 
وشاهد ومشهود  ) قال : الشاهد : يوم 
عرفة ،  والمشهود : يوم القيامة . 
وقال آخرون : المشهود : يوم الجمعة ، ورووا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
ذكر الرواية بذلك : 
حدثنا 
أحمد بن عبد الرحمن ،  قال : ثني عمي 
 nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ،  قال : أخبرني 
عمرو بن الحارث ،  عن 
سعيد بن أبي هلال ،  عن 
زيد بن أيمن ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16294عبادة بن نسي ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811160 "أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة ، فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة" . 
والصواب من القول في ذلك عندنا : أن يقال : إن الله أقسم بشاهد شهد ، ومشهود شهد ، ولم يخبرنا مع إقسامه بذلك أي شاهد وأي مشهود أراد ، وكل الذي ذكرنا أن العلماء قالوا : هو المعني مما يستحق أن يقال له : ( شاهد ومشهود ) . 
وقوله : ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) يقول : لعن أصحاب الأخدود . وكان بعضهم يقول : معنى قوله : ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) خبر من الله عن النار أنها قتلتهم . 
وقد اختلف أهل العلم في 
أصحاب الأخدود  ; من هم؟ فقال بعضهم : قوم كانوا أهل كتاب من بقايا 
المجوس   . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
يعقوب القمي ،  عن 
جعفر  عن 
ابن أبزى ،  قال : لما رجع 
المهاجرون  من بعض غزواتهم ، بلغهم نعي 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ، فقال بعضهم لبعض : أي الأحكام تجري في 
المجوس ،  وإنهم ليسوا بأهل كتاب ، وليسوا من مشركي العرب ، فقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب  رضي الله عنه : قد كانوا أهل كتاب ، وقد كانت الخمر أحلت لهم ، فشربها ملك من ملوكهم حتى ثمل منها ، فتناول أخته فوقع عليها ، فلما ذهب عنه السكر قال لها : ويحك ، فما المخرج مما ابتليت به؟ فقالت : اخطب الناس ، فقل : يأيها الناس إن الله قد أحل نكاح الأخوات ، فقام خطيبا ، فقال : يأيها الناس إن الله قد أحل نكاح الأخوات ، فقال الناس : إنا نبرأ  
[ ص: 338 ] إلى الله من هذا القول ، ما أتانا به نبي ، ولا وجدناه في كتاب الله ، فرجع إليها نادما ، فقال لها : ويحك ، إن الناس قد أبوا علي أن يقروا بذلك ، فقالت : ابسط عليهم السياط ، ففعل ، فبسط عليهم السياط ، فأبوا أن يقروا ، فرجع إليها نادما ، فقال : إنهم أبوا أن يقروا ، فقالت : اخطبهم ، فإن أبوا فجرد فيهم السيف ، ففعل ، فأبى عليه الناس ، فقال لها : قد أبى علي الناس ، فقالت : خد لهم الأخدود ، ثم اعرض عليها أهل مملكتك ، فمن أقر وإلا فاقذفه في النار ، ففعل ، ثم عرض عليها أهل مملكته ، فمن لم يقر منهم قذفه في النار ، فأنزل الله فيهم : ( 
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود  ) إلى ( 
أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات  ) حرقوهم ( 
ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق  ) فلم يزالوا منذ ذلك يستحلون نكاح الأخوات والبنات والأمهات  . 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة ،  قوله : ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) قال : حدثنا أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب  رضي الله عنه كان يقول : هم ناس بمزارع 
اليمن ،  اقتتل مؤمنوها وكفارها ، فظهر مؤمنوها على كفارها ، ثم اقتتلوا الثانية ، فظهر مؤمنوها على كفارها ثم أخذ بعضهم على بعض عهدا ومواثيق أن لا يغدر بعضهم ببعض ، فغدر بهم الكفار فأخذوهم أخذا ، ثم إن رجلا من المؤمنين قال لهم : هل لكم إلى خير ، توقدون نارا ثم تعرضوننا عليها ، فمن تابعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون ، ومن لا اقتحم النار ، فاسترحتم منه ، قال : فأججوا نارا وعرضوا عليها ، فجعلوا يقتحمونها صناديدهم ، ثم بقيت منهم عجوز كأنها نكصت ، فقال لها طفل في حجرها : يا أماه امضي ولا تنافقي . قص الله عليكم نبأهم وحديثهم  . 
حدثنا 
ابن عبد الأعلى ،  قال : ثنا 
ابن ثور ،  عن 
معمر ،  عن 
قتادة ،  في قوله : ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) قال : يعني القاتلين الذين قتلوهم يوم قتلوا . 
حدثني 
محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس   : ( 
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود  ) قال : هم ناس من 
بني إسرائيل  خدوا أخدودا في الأرض ، ثم أوقدوا فيها نارا ، ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالا ونساء ، فعرضوا عليها ، وزعموا أنه دانيال وأصحابه . 
حدثني 
محمد بن عمرو ،  قال : ثنا 
أبو عاصم ،  قال : ثنا 
عيسى;  وحدثني  
[ ص: 339 ] الحارث ،  قال : ثنا 
الحسن  قال : ثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  قوله : ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) قال : كان شقوق في الأرض بنجران كانوا يعذبون فيها الناس . 
حدثت عن 
الحسين ،  قال : سمعت 
أبا معاذ  يقول : ثنا 
عبيد ،  قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) يزعمون أن أصحاب الأخدود من 
بني إسرائيل ،  أخذوا رجالا ونساء ، فخدوا لهم أخدودا ، ثم أوقدوا فيها النيران ، فأقاموا المؤمنين عليها ، فقالوا : تكفرون أو نقذفكم في النار . 
حدثني 
محمد بن معمر ،  قال : ثني 
حرمي بن عمارة ،  قال : ثنا 
حماد بن سلمة ،  قال : ثنا 
ثابت البناني ،  عن 
عبد الرحمن بن أبي ليلى ،  عن 
صهيب ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811161 "كان فيمن كان قبلكم ملك ، وكان له ساحر ، فأتى الساحر الملك فقال : قد كبرت سني ، ودنا أجلي ، فادفع لي غلاما أعلمه السحر " ، قال : " فدفع إليه غلاما يعلمه السحر " ، قال : " فكان الغلام يختلف إلى الساحر ، وكان بين الساحر وبين الملك راهب " ، قال : " فكان الغلام إذا مر بالراهب قعد إليه فسمع من كلامه ، فأعجب بكلامه ، فكان الغلام إذا أتى الساحر ضربه وقال : ما حبسك؟ وإذا أتى أهله قعد عند الراهب يسمع كلامه ، فإذا رجع إلى أهله ضربوه وقالوا : ما حبسك؟ فشكا ذلك إلى الراهب فقال له الراهب : إذا قال لك الساحر : ما حبسك؟ قل حبسني أهلي ، وإذا قال أهلك : ما حبسك؟ فقل حبسني الساحر . فبينما هو كذلك إذ مر في طريق وإذا دابة عظيمة في الطريق قد حبست الناس لا تدعهم يجوزون ، فقال الغلام : الآن أعلم : أمر الساحر أرضى عند الله أم أمر الراهب؟ قال : فأخذ حجرا " ، قال : فقال : " اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر ، فإني أرمي بحجري هذا فيقتله ويمر الناس ، قال : فرماها فقتلها ، وجاز الناس; فبلغ ذلك الراهب " ، قال : وأتاه الغلام فقال الراهب للغلام : إنك خير مني ، وإن ابتليت فلا تدلن علي " ; قال : " وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ، وكان للملك جليس ، قال : فعمي ، قال : فقيل له : إن هاهنا غلاما يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء فلو أتيته؟ قال : " فاتخذ له هدايا " ; قال : " ثم أتاه فقال : يا غلام ، إن أبرأتني فهذه الهدايا كلها لك ، فقال : ما أنا بطبيب يشفيك ، ولكن الله يشفي ، فإذا آمنت دعوت الله أن يشفيك " ، قال : " فآمن  [ ص: 340 ] الأعمى ، فدعا الله فشفاه ، فقعد الأعمى إلى الملك كما كان يقعد ، فقال له الملك : أليس كنت أعمى؟ قال : نعم ، قال : فمن شفاك؟ قال : ربي ، قال : ولك رب غيري؟ قال : نعم ربي وربك الله " ، قال : " فأخده بالعذاب فقال : لتدلني على من علمك هذا " ، قال : " فدل على الغلام ، فدعا الغلام فقال : ارجع عن دينك " ، قال : " فأبى الغلام " ; قال : فأخذه بالعذاب " ، قال : " فدل على الراهب ، فأخذ الراهب فقال : ارجع عن دينك فأبى " ، قال : " فوضع المنشار على هامته فشقه حتى بلغ الأرض " ، قال : " وأخذ الأعمى فقال : لترجعن أو لأقتلنك " ، قال : " فأبى الأعمى ، فوضع المنشار على هامته فشقه حتى بلغ الأرض ، ثم قال للغلام : لترجعن أو لأقتلنك " ، قال : " فأبى " ، قال : " فقال : اذهبوا به حتى تبلغوا به ذروة الجبل ، فإن رجع عن دينه ، وإلا فدهدهوه ، فلما بلغوا به ذروة الجبل فوقعوا فماتوا كلهم . وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك ، فقال : أين أصحابك؟ قال : كفانيهم الله . قال : فاذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه وإلا فغرقوه " قال : " فذهبوا به ، فلما توسطوا به البحر قال الغلام : اللهم اكفنيهم ، فانكفأت بهم السفينة . وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك ، فقال الملك : أين أصحابك؟ قال : دعوت الله فكفانيهم ، قال : لأقتلنك ، قال : ما أنت بقاتلي حتى تصنع ما آمرك " ، قال : " فقال الغلام للملك : اجمع الناس في صعيد واحد ، ثم اصلبني ، ثم خذ سهما من كنانتي فارمني وقل : باسم رب الغلام فإنك ستقتلني " ، قال : " فجمع الناس في صعيد واحد " ، قال : " وصلبه وأخذ سهما من كنانته فوضعه في كبد القوس ثم رمى ، فقال : باسم رب الغلام ، فوقع السهم في صدغ الغلام ، فوضع يده هكذا على صدغه ومات الغلام ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فقالوا للملك : ما صنعت ! الذي كنت تحذر قد وقع ، قد آمن الناس ، فأمر بأفواه السكك فأخذت ، وخد الأخدود وضرم فيه النيران ، وأخذهم وقال : إن رجعوا وإلا فألقوهم في النار " ، قال : " فكانوا يلقونهم في النار " ، قال : " فجاءت امرأة معها صبي لها " ، قال : " فلما ذهبت تقتحم وجدت حر النار ، فنكصت " ، قال : " فقال  [ ص: 341 ] لها صبيها يا أماه امضي فإنك على الحق ، فاقتحمت في النار" . 
وقال آخرون : بل الذين أحرقتهم النار هم الكفار الذين فتنوا المؤمنين . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثت عن 
عمار ،  عن 
عبد الله بن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع بن أنس ،  قال : كان أصحاب الأخدود قوما مؤمنين اعتزلوا الناس في الفترة ، وإن جبارا من عبدة الأوثان أرسل إليهم ، فعرض عليهم الدخول في دينه ، فأبوا ، فخد أخدودا ، وأوقد فيه نارا ، ثم خيرهم بين الدخول في دينه ، وبين إلقائهم في النار ، فاختاروا إلقاءهم في النار ، على الرجوع عن دينهم ، فألقوا في النار ، فنجى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار من الحريق ، بأن قبض أرواحهم قبل أن تمسهم النار ، وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم ، فذلك قول الله : ( 
فلهم عذاب جهنم  ) في الآخرة ( 
ولهم عذاب الحريق  ) في الدنيا . 
واختلف في موضع جواب القسم بقوله : ( 
والسماء ذات البروج  ) فقال بعضهم : جوابه : ( 
إن بطش ربك لشديد  ) 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة ،  قال : وقع القسم هاهنا ( 
إن بطش ربك لشديد  ) . وقال بعض نحويي 
البصرة   : موضع قسمها - والله أعلم - على ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) ، أضمر اللام كما قال : ( والشمس وضحاها قد أفلح من زكاها ) يريد : إن شاء الله لقد أفلح من زكاها ، فألقى اللام ، وإن شئت قلت على التقديم ، كأنه قال : قتل أصحاب الأخدود ، والسماء ذات البروج . 
وقال بعض نحويي 
الكوفة   : يقال في التفسير : إن جواب القسم في قوله : ( قتل ) كما كان قسم ( 
والشمس وضحاها  ) في قوله : ( 
قد أفلح  ) هذا في التفسير ، قالوا : ولم نجد العرب تدع القسم بغير لام يستقبل بها أو "لا" أو "إن" أو "ما" ، فإن يكن ذلك كذلك ، فكأنه مما ترك فيه الجواب ، ثم استؤنف موضع الجواب بالخبر ، كما قيل : " يأيها الإنسان " في كثير من الكلام . 
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : جواب القسم في ذلك متروك ، والخبر مستأنف; لأن علامة جواب القسم لا تحذفها العرب من الكلام إذا أجابته .  
[ ص: 342 ] 
وأولى التأويلين بقوله : ( 
قتل أصحاب الأخدود  ) : لعن أصحاب الأخدود الذين ألقوا المؤمنين والمؤمنات في الأخدود . 
وإنما قلت : ذلك أولى التأويلين بالصواب; للذي ذكرنا عن الربيع من العلة ، وهو أن الله أخبر أن لهم عذاب الحريق مع عذاب جهنم ، ولو لم يكونوا أحرقوا في الدنيا ، لم يكن لقوله : ( 
ولهم عذاب الحريق  ) معنى مفهوم ، مع إخباره أن لهم عذاب جهنم; لأن عذاب جهنم هو عذاب الحريق مع سائر أنواع عذابها في الآخرة ، والأخدود : الحفرة تحفر في الأرض . 
وقوله : ( 
النار ذات الوقود  ) فقوله ( النار ) : رد على الأخدود ، ولذلك خفضت ، وإنما جاز ردها عليه وهي غيره ، لأنها كانت فيه ، فكأنها إذ كانت فيه هو ، فجرى الكلام عليه لمعرفة المخاطبين به بمعناه ، وكأنه قيل : قتل أصحاب النار ذات الوقود ، ويعني بقوله : : ( 
ذات الوقود  ) ذات الحطب الجزل ، وذلك إذا فتحت الواو ، فأما الوقود بضم الواو ، فهو الاتقاد .