القول في تأويل قوله تعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه : ( 
جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه  ( 8 ) ) . 
يقول تعالى ذكره : ثواب هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات عند ربهم يوم  
[ ص: 543 ] القيامة ( جنات عدن ) يعني بساتين إقامة لا ظعن فيها ، تجري من تحت أشجارها الأنهار ( 
خالدين فيها أبدا  ) يقول : ماكثين فيها أبدا ، لا يخرجون عنها ، ولا يموتون فيها 
( 
رضي الله عنهم  ) بما أطاعوه في الدنيا ، وعملوا لخلاصهم من عقابه في ذلك 
( ورضوا عنه ) بما أعطاهم من الثواب يومئذ ، على طاعتهم ربهم في الدنيا ، وجزاهم عليها من الكرامة . 
وقوله : ( 
ذلك لمن خشي ربه  ) 
يقول تعالى ذكره : هذا الخير الذي وصفته ، ووعدته الذين آمنوا وعملوا الصالحات يوم القيامة ، لمن خشي ربه ; يقول : لمن خاف الله في الدنيا في سره وعلانيته ، فاتقاه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه ، وبالله التوفيق . 
آخر تفسير سورة لم يكن