[ ص: 50 ]   ) 
  ( وناديناه أن يا إبراهيم   ( 104 ) 
قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين   ( 105 ) 
إن هذا لهو البلاء المبين   ( 106 ) 
وفديناه بذبح عظيم   ( 107 ) ) 
( وناديناه ) الواو في " وناديناه " مقحمة صلة ، مجازه : ناديناه كقوله : " 
وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه   " ( يوسف - 15 ) أي : أوحينا إليه ، فنودي من الجبل : ( 
أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا   ) ، تم الكلام هاهنا . ثم ابتدأ فقال : ( 
إنا كذلك نجزي المحسنين   ) والمعنى : إنا كما عفونا 
إبراهيم  عن ذبح ولده نجزي من أحسن في طاعتنا . قال 
مقاتل    : جزاه الله بإحسانه في طاعته العفو عن ذبح ابنه . 
( 
إن هذا لهو البلاء المبين   ) الاختيار الظاهر حيث اختبره بذبح ابنه . وقال 
مقاتل    : البلاء هاهنا : النعمة ، وهي أن فدي ابنه بالكبش . 
فإن قيل : كيف قال : صدقت الرؤيا ، وكان قد رأى الذبح ولم يذبح ؟ . 
قيل : جعله مصدقا لأنه قد أتى بما أمكنه ، والمطلوب إسلامهما لأمر الله - تعالى - وقد فعلا . 
وقيل : كان قد رأى في النوم معالجة الذبح ولم ير إراقة الدم ، وقد فعل في اليقظة ما رأى في النوم ، فلذلك قال له : " قد صدقت الرؤيا " . 
( 
وفديناه بذبح عظيم   ) فنظر 
إبراهيم  فإذا هو 
بجبريل  ومعه كبش أملح أقرن ، فقال : هذا فداء لابنك فاذبحه دونه ، فكبر 
جبريل  ، وكبر الكبش ، وكبر ابنه ، فأخذ 
إبراهيم  الكبش فأتى به المنحر من منى فذبحه . 
قال أكثر المفسرين : كان ذلك الكبش رعى في الجنة أربعين خريفا . 
وروي عن 
سعيد بن جبير  عن 
ابن عباس  قال : الكبش الذي ذبحه 
إبراهيم  هو الذي قربه ابن 
آدم  هابيل    . 
قال 
سعيد بن جبير    : حق له أن يكون عظيما . قال 
مجاهد    : سماه عظيما ؛ لأنه متقبل . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل    : لأنه كان من عند الله . وقيل : عظيم في الشخص . وقيل : في الثواب .   
[ ص: 51 ] وقال 
الحسن    : ما فدي 
إسماعيل  إلا بتيس من الأروى أهبط عليه من ثبير   .