صفحة جزء
باب المضمضة في الوضوء قاله ابن عباس وعبد الله بن زيد رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم

162 حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد عن حمران مولى عثمان بن عفان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل ثلاثا ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه
قوله : ( باب المضمضة في الوضوء ) أصل المضمضة في اللغة التحريك ، ومنه مضمض النعاس في عينيه إذا تحركتا بالنعاس ، ثم اشتهر استعماله في وضع الماء في الفم وتحريكه ، وأما معناه في الوضوء الشرعي فأكمله أن يضع الماء في الفم ثم يديره ثم يمجه ، والمشهور عن الشافعية أنه لا يشترط تحريكه ولا مجه وهو عجيب ، ولعل المراد أنه لا يتعين المج بل لو ابتلعه أو تركه حتى يسيل أجزأ .

قوله : ( قاله ابن عباس ) قد تقدم حديثه في أوائل الطهارة .

قوله : ( وعبد الله بن زيد ) سيأتي حديثه قريبا .

قوله : ( ثم غسل كل رجل ) كذا للأصيلي والكشميهني ، ولابن عساكر كلتا رجليه وهي التي اعتمدها [ ص: 321 ] صاحب العمدة ، وللمستملي والحموي كل رجله وهي تفيد تعميم كل رجل بالغسل ، وفي نسخة رجليه بالتثنية وهي بمعنى الأولى .

قوله : ( لا يحدث ) تقدمت مباحثه قريبا ، وقال بعضهم : يحتمل أن يكون المراد بذلك الإخلاص ، أو ترك العجب بأن لا يرى لنفسه مزية خشية أن يتغير فيتكبر فيهلك .

قوله : ( غفر الله له ) كذا للمستملي ، ولغيره " غفر له " على البناء للمفعول ، وقد تقدمت مباحثه ، إلا أن في هذا السياق من الزيادة رفع صفة الوضوء إلى فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وزاد مسلم في رواية ليونس " قال الزهري : كان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة " ، وقد تمسك بهذا من لا يرى تثليث مسح الرأس كما سيأتي في باب مسح الرأس مرة إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية