قوله : ( حدثنا مسدد حدثنا معتمر ) كذا للجميع ، وذكر الجياني أن عبدوسا والقابسي روياه عن nindex.php?page=showalam&ids=12021أبي زيد المروزي بإسقاط مسدد من السند ، قال : وهو وهم ولا يتصل السند إلا بذكره ، انتهى . ومعتمر هو ابن سليمان التيمي . والإسناد كله بصريون إلا معاذا ، وكذا الذي قبله إلا إسحاق فهو مروزي ، وهو الإمام المعروف nindex.php?page=showalam&ids=12418بابن راهويه .
قوله : ( ذكر لي ) هو بالضم على البناء لما لم يسم فاعله ، ولم يسم أنس من ذكر له ذلك في جميع [ ص: 275 ] ما وقفت عليه من الطرق ، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله كما قدمناه من عند أحمد ; لأن معاذا إنما حدث به عند موته بالشام ، وجابر وأنس إذ ذاك بالمدينة فلم يشهداه وقد حضر ذلك من معاذ عمرو بن ميمون الأودي أحد المخضرمين كما سيأتي عند المصنف في الجهاد ، ويأتي الكلام على ما في سياقه من الزيادة ثم . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق عبد الرحمن بن سمرة الصحابي المشهور أنه سمع ذلك من معاذ أيضا ، فيحتمل أن يفسر المبهم بأحدهما . والله أعلم .
( تنبيه ) : أورد المزي في الأطراف هذا الحديث في مسند أنس ، وهو من مراسيل أنس ، وكان حقه أن يذكره في المبهمات . والله الموفق .
قوله : ( من لقي الله ) أي من لقي الأجل الذي قدره الله يعني الموت . كذا قاله جماعة ، ويحتمل أن يكون المراد البعث أو رؤية الله تعالى في الآخرة .
قوله : ( لا يشرك به ) اقتصر على نفي الإشراك لأنه يستدعي التوحيد بالاقتضاء ، ويستدعي إثبات الرسالة باللزوم ، إذ من كذب رسول الله فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك ، أو هو مثل قول القائل : من توضأ صحت صلاته ، أي : مع سائر الشرائط . فالمراد من مات حال كونه مؤمنا بجميع ما يجب الإيمان به . وليس في قوله : " دخل الجنة " من الإشكال ما تقدم في السياق الماضي ; لأنه أعم من أن يكون قبل التعذيب أو بعده . فأخبر بها معاذ عند موته تأثما معنى التأثم التحرج من الوقوع في الإثم وهو كالتحنث ، وإنما خشي معاذ من الإثم المرتب على كتمان العلم ، وكأنه فهم من منع النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخبر بها إخبارا عاما لقوله : " أفلا أبشر الناس " فأخذ هو أولا بعموم المنع فلم يخبر بها أحدا ، ثم ظهر له أن المنع إنما هو من الإخبار عموما ، فبادر قبل موته فأخبر بها خاصا من الناس فجمع بين الحكمين . ويقوي ذلك أن المنع لو كان على عمومه في الأشخاص لما أخبر هو بذلك ، وأخذ منه أن من كان في مثل مقامه في الفهم أنه لم يمنع من إخباره . وقد تعقب هذا الجواب بما أخرجه أحمد من وجه آخر فيه انقطاع عن معاذ أنه لما حضرته الوفاة قال : أدخلوا علي الناس . فأدخلوا عليه . فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=883608من مات لا يشرك بالله شيئا جعله الله في الجنة وما كنت أحدثكموه إلا عند الموت ، وشاهدي على ذلك أبو الدرداء . فقال : صدق أخي ، وما كان يحدثكم به إلا عند موته . وقد وقع لأبي أيوب مثل ذلك ، ففي المسند من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان أن أبا أيوب غزا الروم فمرض ، فلما حضر قال : سأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لولا حالي هذه ما حدثتكموه ، سمعته يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=883609من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . وإذا عورض هذا الجواب فأجيب عن أصل الإشكال بأن معاذا اطلع على أنه لم يكن المقصود من المنع التحريم بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أن يبشر بذلك الناس ، فلقيه عمر فدفعه وقال : ارجع يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، ودخل على أثره فقال : يا رسول الله لا تفعل ، فإني أخشى أن يتكل الناس ، فخلهم يعملون . فقال : فخلهم . أخرجه مسلم . فكأن قوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ : أخاف أن يتكلوا كان بعد قصة nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فكان النهي للمصلحة لا للتحريم ، فلذلك أخبر به معاذ لعموم الآية بالتبليغ . والله أعلم .