صفحة جزء
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الأدب باب في الحلم وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

4773 حدثنا مخلد بن خالد الشعيري حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة يعني ابن عمار قال حدثني إسحق يعني ابن عبد الله بن أبي طلحة قال قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنيس اذهب حيث أمرتك قلت نعم أنا أذهب يا رسول الله قال أنس والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعت لم فعلت كذا وكذا ولا لشيء تركت هلا فعلت كذا وكذا
[ ص: 106 ] أول كتاب الأدب

" 5928 " الأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا ، وقيل الأخذ بمكارم الأخلاق ، وقيل الوقوف مع المستحسنات ، وقيل : هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك ، وقيل : إنه مأخوذ من المأدبة ، وهي الدعوة إلى الطعام ، سمي بذلك لأنه يدعى إليه .

( فقلت والله لا أذهب ) : قال في فتح الودود : ظاهره أن أنسا قال له - صلى الله عليه وسلم - وعليه [ ص: 107 ] حمله شراح الحديث ويرد عليه أنه كيف خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وكيف حلف بالله كاذبا ، وكيف حمله النبي صلى الله عليه وسلم على الذهاب بعد الحلف ، وأجاب في بعض الشروح عن بعض هذه الإيرادات بجواب يصلح جوابا عن الكل فقال إن هذا القول صدر عن أنس في صغره وهو غير مكلف . انتهى .

( فخرجت حتى أمر على صبيان ) : أي فخرجت أذهب إلى أن مررت على صبيان وجاء بصيغة المضارع استحضارا لتلك الحالة ( وهم يلعبون في السوق ) : حال من صبيان ( فإذا ) : للمفاجأة ( قابض ) : أي آخذ ( بقفاي ) : بفتح ياء المتكلم ، والقفا مؤخر العنق ( فنظرت إليه ) : إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - ( وهو يضحك ) : حال من الضمير المجرور ( فقال يا أنيس ) : تصغير أنس ( اذهب ) : وفي رواية مسلم أذهبت ( سبع سنين أو تسع سنين ) : شك من الراوي ، وفي رواية مسلم تسع سنين بغير الشك ( هلا فعلت ) : هلا بتشديد اللام ومعناها إذا دخلت على الماضي التوبيخ أو اللوم على ترك الفعل . والمعنى لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لشيء صنعته لم صنعته ولا لشيء لم أصنعه وكنت مأمورا به لم لا صنعته .

قال المنذري : وأخرجه مسلم وفيه تسع سنين من غير شك .

[ ص: 108 ] [ ص: 109 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية