صفحة جزء
باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل فقضاه بالنهار

581 حدثنا قتيبة حدثنا أبو صفوان عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري أن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أخبراه عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال وأبو صفوان اسمه عبد الله بن سعيد المكي وروى عنه الحميدي وكبار الناس
قوله : ( عن يونس ) هو ابن يزيد ( أن السائب بن يزيد وعبيد الله أخبراه ) الضمير المنصوب يرجع إلى ابن شهاب ، وعبيد الله هذا هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري ، ثقة ثبت ( عن عبد الرحمن بن عبد القاري ) قال الحافظ في التقريب : عبد الرحمن بن عبد بغير إضافة إلى القاري يقال : له رؤية ، وذكره العجلي في ثقات التابعين . واختلف قول الواقدي فيه ، قال تارة : له صحبة ، وتارة : تابعي . والقاري بتشديد الياء منسوب إلى القارة قبيلة مشهورة بجودة الرمي .

قوله : ( من نام عن حزبه ) بكسر الحاء المهملة وسكون الزاي وبالموحدة ، أي عن ورده يعني عن تمامه ، وفي رواية ابن ماجه عن جزئه بجيم مضمومة وبالهمزة مكان الموحدة وفي رواية النسائي : من نام عن حزبه ، أو قال : جزئه ، وهو شك من بعض الرواة . قال العراقي : وهل المراد به صلاة الليل أو قراءة القرآن في صلاة أو غير صلاة؟ يحتمل كلا من الأمرين ، انتهى .

( أو عن شيء منه ) أي من حزبه ، يعني عن بعض ورده ( كتب له ) جواب الشرط ( كأنما قرأه من الليل ) صفة مصدر محذوف أي : أثبت أجره في صحيفة عمله إثباتا مثل إثباته حين قرأه من الليل . قاله القاري . والحديث يدل على مشروعية اتخاذ ورد في الليل وعلى مشروعية قضائه إذا فات لنوم أو لعذر من الأعذار ، وأن من فعله ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كان كمن فعله في الليل . وقد ثبت من حديث عائشة عند مسلم والترمذي وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا منعه من قيام الليل نوم أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة .

[ ص: 151 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) أخرجه الجماعة إلا البخاري .

قوله : ( وأبو صفوان اسمه عبد الله بن سعيد المكي إلخ ) قال في التقريب : عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان أبو صفوان الأموي الدمشقي نزيل مكة ، ثقة من التاسعة مات على رأس المائتين ( روى عنه الحميدي وكبار الناس ) كأحمد وابن المديني .

التالي السابق


الخدمات العلمية