صفحة جزء
باب ما ذكر في فضل الصلاة

614 حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا غالب أبو بشر عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض يا كعب بن عجرة الصلاة برهان والصوم جنة حصينة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى وأيوب بن عائذ الطائي يضعف ويقال كان يرى رأي الإرجاء وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى واستغربه جدا وقال محمد حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن موسى عن غالب بهذا
قوله : ( حدثنا عبد الله بن أبي زياد ) هو عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني الكوفي الدهقان من شيوخ الترمذي ، ( أخبرنا عبيد الله بن موسى ) العبسي الكوفي ، ثقة من رجال الستة ( أخبرنا غالب أبو بشر ) هو غالب بن نجيح الكوفي وثقه ابن حبان كذا في الخلاصة ( عن أيوب بن عائذ الطائي ) البحتري ، ثقة ( عن قيس بن مسلم ) الجدلي الكوفي ، ثقة ( عن طارق بن شهاب ) الأحمصي كوفي مخضرم ، قال أبو داود : رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه ، وثقه ابن معين ( عن كعب بن عجرة ) بضم العين وسكون الجيم الأنصاري المدني صحابي مشهور .

قوله : ( أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء ) أي من عملهم أو من الدخول عليهم أو اللحوق بهم ( يكونون من بعدي ) يعني سفهاء موصوفين بالكذب والظلم ( فمن غشي أبوابهم ) وفي رواية النسائي : فمن دخل عليهم ، وهو المراد من غشيان أبوابهم ، قال في النهاية : غشيه يغشاه غشيانا إذا جاءه ، وغشاه تغشية إذا غطاه ، غشي الشيء إذا لابسه ، انتهى .

( فصدقهم في كذبهم ) بفتح فكسر ، ويجوز بكسر فسكون ، والأول أصح وأفصح لعدم ورود غيره في القرآن ، وقيل : الكذب إذا أخذ في مقابلة الصدق كان بسكون الذال للازدواج ، وإذا أخذ وحده كان بالكسر كذا في المرقاة .

( وأعانهم على ظلمهم ) أي بالإفتاء ونحوه ( فليس مني ولست منه ) أي بيني وبينه براءة ونقض ذمة ، قاله القاري ، وقيل : هو كناية عن قطع الوصلة بين ذلك الرجل وبينه -صلى الله عليه وسلم- ، أي ليس بتابع لي وبعيد عني ، وكان سفيان الثوري يكره تأويله ويحمله على ظاهره ليكون أبلغ في الزجر ( ولا يرد ) من الورود أي لا يمر ( علي ) بتشديد الياء بتضمين معنى العرض ، أي لا يرد معروضا علي ( الحوض ) أي حوض الكوثر ( فهو مني وأنا منه ) كناية عن بقاء الوصلة بينه وبينه -صلى الله عليه وسلم- بشرط ألا يكون قاطع آخر ( الصلاة برهان ) أي حجة ودليل على [ ص: 192 ] إيمان صاحبها ( والصوم جنة ) بضم الجيم وتشديد النون هو الترس ( حصينة ) أي مانعة من المعاصي بكسر القوة والشهوة ( والصدقة تطفئ الخطيئة ) التي تجر إلى النار ، يعني تذهبها وتمحو أثرها ( إنه ) ضمير الشأن ( لا يربو ) أي لا يرتفع ولا يزيد ، ربا المال يربو إذا زاد ( لحم نبت ) أي نشأ ( من سحت ) بضم السين وسكون الحاء أي حرام .

قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه النسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية