صفحة جزء
باب ما جاء في رضا المصدق

647 حدثنا علي بن حجر أخبرنا محمد بن يزيد عن مجالد عن الشعبي عن جرير قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم المصدق فلا يفارقنكم إلا عن رضا حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا سفيان بن عيينة عن داود عن الشعبي عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه قال أبو عيسى حديث داود عن الشعبي أصح من حديث مجالد وقد ضعف مجالدا بعض أهل العلم وهو كثير الغلط
( باب ما جاء في رضا المصدق ) بتخفيف الصاد أي آخذ الصدقة وهو العامل .

قوله : ( إذا أتاكم المصدق فلا يفارقنكم إلا عن رضا ) وفي رواية مسلم : إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض . قال الطيبي : ذكر السبب وأراد المسبب لأنه أمر للعامل وفي الحقيقة أمر للمزكي . والمعنى تلقوه بالترحيب وأدوا زكاة أموالكم ليرجع عنكم راضيا ، وإنما عدل إلى هذه الصفة مبالغة في استرضاء المصدق وإن ظلم انتهى . قال السيوطي في قوت المغتذي : إذا أتاكم المصدق بتخفيف الصاد وهو العامل فلا يفارقنكم إلا عن رضى . قال الشافعي : يعني -والله أعلم- أن يوفوه طائعين ويتلقوه بالترحيب لا أن يؤتوه من أموالهم ما ليس عليهم . قال البيهقي في سننه : وهذا الذي قاله الشافعي محتمل لولا ما في رواية أبي داود من الزيادة وهي : قالوا يا رسول الله : وإن ظلمونا؟ قال : أرضوا مصدقيكم وإن ظلمتم . فكأنه [ ص: 250 ] رأى الصبر على تعديهم ، انتهى .

قوله : ( حديث داود عن الشعبي أصح من حديث مجالد ) والحديث أخرجه مسلم ( وقد ضعف مجالدا بعض أهل العلم إلخ ) في التقريب : مجالد ـ بضم أوله وتخفيف الجيم ـ ابن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره من صغار السادسة انتهى . وقال الذهبي في الميزان : قال ابن معين وغيره : لا يحتج به . وقال أحمد : يرفع كثيرا مما لا يرفعه الناس ليس بشيء وقال النسائي : ليس بالقوي . وقال البخاري : كان يحيى بن سعيد يضعفه ، وكان ابن مهدي لا يروي عنه انتهى مختصرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية