قوله : ( حدثنا حرب بن ميمون الأنصاري أبو الخطاب ) هو حرب بن ميمون الأكبر صدوق رمي بالقدر من السابعة ( أخبرنا النضر بن أنس بن مالك ) الأنصاري أبو مالك البصري ثقة من الثالثة ( عن أبيه ) أي أنس بن مالك خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
قال القاري : فيه أنه خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فهو محل الاتكال أيضا مع أن اليأس غير ملائم لها أيضا ، فالأوجه ، أن يقال إن الحديث الأول محمول على الغائبين فلا أحد يذكر أحدا من أهله الغيب ، والحديث الثاني محمول على من حضره من أمته ، انتهى ( قال اطلبني أول ما تطلبني ) أي في أول طلبك إياي ( على الصراط ) فما مصدرية وأول نصب على الظرفية . وقال الطيبي : نصبه على المصدرية ( قال فاطلبني عند الميزان ) فيه إيذان بأن الميزان بعد الصراط ( فإني لا أخطئ ) بضم همزة وكسر الطاء بعدها همز ، أي لا أتجاوز . والمعنى : " أني لا أتجاوز هذه المواطن الثلاثة ولا أحد يفقدني فيهن جميعهن ، فلا بد أن تلقاني في موضع منهن " والحديث يدل على أن الحوض بعد الصراط وإلى ذلك أشار البخاري في صحيحه .
قال الحافظ في الفتح : إيراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لأحاديث الحوض بعد أحاديث الشفاعة وبعد نصب الصراط إشارة منه إلى أن الورود على الحوض يكون بعد نصب الصراط والمرور عليه ، ثم ذكر حديث أنس بن مالك المذكور في هذا الباب ثم قال : وقد استشكل كون الحوض بعد الصراط بما ثبت أن جماعة يدفعون عن الحوض بعد أن يكادوا يردون ويذهب بهم إلى النار . ووجه الإشكال أن الذي يمر على الصراط إلى أن يصل إلى الحوض يكون قد نجا من النار ، فكيف يرد إليها ؟ ويمكن أن يحمل على أنهم يقربون من الحوض بحيث يرونه ويرون النار فيدفعون إلى النار قبل أن يخلصوا من بقية الصراط . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12792أبو عبد الله القرطبي في التذكرة : ذهب صاحب القوت وغيره إلى أن الحوض يكون بعد الصراط . وذهب آخرون إلى العكس والصحيح أن للنبي -صلى الله عليه وسلم- حوضين ، أحدهما في الموقف قبل الصراط . والآخر داخل الجنة ، وكل منهما يسمى كوثرا انتهى .
وقد تعقب الحافظ على القرطبي في قوله : والصحيح أن للنبي -صلى الله عليه وسلم- حوضين إلخ ، وبسط الكلام فيه .