صفحة جزء
باب ما جاء في كراهية الركوب خلف الجنازة

1012 حدثنا علي بن حجر أخبرنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن ثوبان قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى ناسا ركبانا فقال ألا تستحيون إن ملائكة الله على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب قال وفي الباب عن المغيرة بن شعبة وجابر بن سمرة قال أبو عيسى حديث ثوبان قد روي عنه موقوفا قال محمد الموقوف منه أصح
قوله : ( ألا تستحيون إن ملائكة الله إلخ ) ( إن ) هذه بكسر الهمزة قاله القاري ، والحديث يدل [ ص: 80 ] على كراهة الركوب خلف الجنازة ، ويعارضه ما أخرج أبو داود عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الراكب يسير خلف الجنازة ، والماشي يمشي خلفها ، وأمامها ، وعن يمينها ويسارها قريبا منها الحديث ، والجمع بين هذين الحديثين بوجوه منها : أن حديث المغيرة في حق المعذور بمرض ، أو شلل ، أو عرج ، ونحو ذلك ، وحديث الباب في حق غير المعذور ، ومنها أن حديث الباب محمول على أنهم كانوا قدام الجنازة ، أو طرفها ، فلا ينافي حديث المغيرة ، ومنها أن حديث المغيرة لا يدل على عدم الكراهة ، وإنما يدل على الجواز فيكون الركوب جائزا مع الكراهة .

قوله : ( وفي الباب عن المغيرة بن شعبة ) أخرجه أبو داود وتقدم لفظه ، وأخرجه أحمد ، والنسائي ، وابن ماجه بلفظ الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها ( وجابر بن سمرة ) أخرجه مسلم ، والترمذي ( حديث ثوبان قد روي عنه موقوفا ) لم يتكلم الترمذي على حديث ثوبان المرفوع المذكور بحسن ، ولا ضعف ، وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم ، وهو ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية