صفحة جزء
باب ما جاء في الغيرة

1168 حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا سفيان بن حبيب عن الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يغار والمؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه قال وفي الباب عن عائشة وعبد الله بن عمر قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن غريب وقد روي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عروة عن أسماء بنت أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث وكلا الحديثين صحيح والحجاج الصواف هو الحجاج بن أبي عثمان وأبو عثمان اسمه ميسرة والحجاج يكنى أبا الصلت وثقه يحيى بن سعيد حدثنا أبو بكر العطار عن علي بن المديني قال سألت يحيى بن سعيد القطان عن حجاج الصواف فقال ثقة فطن كيس
[ ص: 277 ] الغيرة : بفتح المعجمة وسكون التحتانية بعدها راء قال عياض ، وغيره : هي مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين . هذا في حق الآدمي وأما في حق الله ، فقال الخطابي : أحسن ما يفسر به ما فسر في حديث أبي هريرة يعني : حديث الباب ، وهو قوله : " وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه " قال عياض : ويحتمل أن تكون الغيرة في حق الله الإشارة إلى تغيير حال فاعل ذلك ، وقيل الغيرة في الأصل الحمية والأنفة ، وهو تفسير بلازم التغير فيرجع إلى الغضب ، وقد نسب سبحانه وتعالى إلى نفسه الغضب والرضا ، وقال ابن العربي : التغير محال على الله بالدلالة القطعية فيجب تأويله بلازمه كالوعيد وإيقاع العقوبة بالفاعل ، ونحو ذلك . انتهى .

قوله : ( إن الله يغار ) بفتح التحتانية والغين المعجمة ، من الغيرة ومعنى غيرة الله مبين في هذا الحديث ( والمؤمن يغار ) تقدم معنى الغيرة في الآدمي ( وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه ) من الفواحش وسائر المنهيات والمحرمات . قوله : ( وفي الباب عن عائشة ) أخرجه البخاري في الكسوف والنكاح ( وعبد الله بن عمر ) لينظر من أخرج حديثه . قوله : ( حديث أبي هريرة حديث حسن غريب ) وأخرجه البخاري ، ومسلم . قوله : ( وقد روي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عروة عن أسماء ابنة أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ) أخرجه البخاري ، ومسلم ( يكنى أبا الصلت ) بمفتوحة وسكون لام وبمثناة فوقية ، كذا في المغني . قوله : ( حدثنا أبو عيسى أخبرنا أبو بكر العطار إلخ ) كذا في بعض النسخ فهو مقولة تلميذ الترمذي ، وليس في بعض [ ص: 278 ] النسخ حدثنا أبو عيسى ، بل فيه حدثنا أبو بكر العطار إلخ . قوله : ( هو فطن كيس ) أي : حاذق عاقل ، وفطن بفتح الفاء ، وكسر الطاء من الفطنة ، وكيس كجيد من الكيس ، وهو خلاف الحمق والعقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية