صفحة جزء
باب ما جاء في عدة المتوفى عنها زوجها

1195 حدثنا الأنصاري حدثنا معن بن عيسى أنبأنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة أنها أخبرته بهذه الأحاديث الثلاثة قالت زينب دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت بطيب فيه صفرة خلوق أو غيره فدهنت به جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا
[ ص: 316 ] قوله : ( عن زينب بنت أبي سلمة ) هي بنت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبرته بهذه الأحاديث الثلاثة ) أي : التي ذكرتها بعد ، وهي عن أم حبيبة وعن زينب بنت جحش وعن أم سلمة .

( فيه صفرة خلوق ) بفتح الخاء المعجمة طيب مركب من الزعفران ، وغيره ، وتغلب عليه الحمرة والصفرة ( أو غيره ) الظاهر أنه عطف على خلوق ( ما لي بالطيب من حاجة ) إشارة إلى أن آثار الحزن باقية عندها لكن لم يسعها إلا امتثال الأمر ( أن تحد ) بضم الفوقية ، وكسر الحاء المهملة من الإحداد ، قال في النهاية : أحدت المرأة على زوجها تحد فهي محدة ، وحدت تحد فهي حادة إذا حزنت عليه ، ولبست ثياب الحزن وتركت الزينة ، وفي المشارق لعياض : هو بضم التاء ، وكسر الحاء وفتحها مع ضم الحاء ، يقال حدت وأحدت حدادا وإحدادا إذا امتنعت من الزينة والطيب ، وأصله المنع ، فالمعنى أن تمنع نفسها من الزينة وتترك الطيب ( على ميت ) أي : من ولد ، أو والد ، وغيرهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية