صفحة جزء
باب ما جاء كيف كان يمين النبي صلى الله عليه وسلم

1540 حدثنا علي بن حجر أخبرنا عبد الله بن المبارك وعبد الله بن جعفر عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال كثيرا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف بهذه اليمين لا ومقلب القلوب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
[ ص: 120 ] قوله : ( لا ومقلب القلوب ) لا لنفي الكلام السابق ، ومقلب القلوب هو المقسم به ، والمراد بتقليب القلوب : تقليب أحوالها لا تقليب ذواتها ، وفيه جواز تسمية الله بما ثبت من صفاته على وجه يليق به ، قال القاضي أبو بكر ابن العربي : في الحديث جواز الحلف بأفعال الله تعالى إذا وصف بها ولم يذكر اسمه تعالى ، وفرق الحنفية بين القدرة والعلم فقالوا : إن من حلف بقدرة الله تعالى انعقدت يمينه ، وإن حلف بعلم الله تعالى لم تنعقد ؛ لأن العلم يعبر به عن المعلوم كقوله تعالى : هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ، والجواب أنه هنا مجاز إن سلم أن المراد به المعلوم والكلام إنما هو في الحقيقة . قال الراغب : تقليب الله القلوب والأبصار صرفها عن رأي إلى رأي ، قال : ويعبر عن القلب عن المعاني التي تختص به من الروح والعلم والشجاعة .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) أخرجه الجماعة إلا مسلما .

التالي السابق


الخدمات العلمية