صفحة جزء
باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم

1558 حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن أنس عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر حتى إذا كان بحرة الوبرة لحقه رجل من المشركين يذكر منه جرأة ونجدة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألست تؤمن بالله ورسوله قال لا قال ارجع فلن أستعين بمشرك وفي الحديث كلام أكثر من هذا هذا حديث حسن غريب والعمل على هذا عند بعض أهل العلم قالوا لا يسهم لأهل الذمة وإن قاتلوا مع المسلمين العدو ورأى بعض أهل العلم أن يسهم لهم إذا شهدوا القتال مع المسلمين
قوله : ( حتى إذا كان بحرة الوبر ) الحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء ، والوبر بفتح الواو والباء الموحدة بعدها راء وبسكون الموحدة أيضا : موضع على أربعة أميال من المدينة ( يذكر منه جرأة ونجدة ) بفتح النون وسكون الجيم أي شجاعة .

[ ص: 143 ] قوله : ( وفي الحديث كلام أكثر من هذا ) أي روي هذا الحديث مطولا رواه أحمد ومسلم بطوله . ففي المنتقى عن عائشة قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان تذكر منه جرأة ونجدة ففرح به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه ، فلما أدركه قال : جئت لأتبعك فأصيب معك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تؤمن بالله ورسوله ؟ " قال : لا ، قال : " فارجع فلن أستعين بمشرك " ، قالت : ثم مضى حتى إذا كان بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة ، فقال : لا ، قال : " فارجع فلن أستعين بمشرك " ، قال فرجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة : " تؤمن بالله ورسوله ؟ " قال : نعم ، فقال له " فانطلق " .

قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) أخرجه أحمد ومسلم مطولا كما عرفت الآن .

قوله : ( والعمل على هذا عند بعض أهل العلم ، قالوا لا يسهم لأهل الذمة وإن قاتلوا مع المسلمين العدو ) وهو القول الراجح .

التالي السابق


الخدمات العلمية