صفحة جزء
باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله

1656 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قوله : ( لا يكلم ) بضم أوله وسكون الكاف وفتح اللام أي يجرح ( أحد في سبيل الله ) قال السيوطي : أي سواء مات صاحبه منه أم لا كما يؤخذ من رواية الترمذي ( والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) جملة معترضة بين المستثنى والمستثنى منه . قال النووي : هذا تنبيه على الإخلاص في الغزو ، وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا . قالوا : وهذا الفضل وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار ، فيدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة وقطاع [ ص: 244 ] الطريق وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك ( إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك ) وفي رواية مسلم : إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب ، اللون لون الدم والريح ريح مسك . قال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : " وجرحه يثعب " هو بفتح الياء والعين وإسكان المثلثة بينهما ومعناه يجري متفجرا أي كثيرا ، قال : والحكمة في مجيئه يوم القيامة كذلك أن يكون معه شاهد فضيلته وبذله نفسه في طاعة الله تعالى انتهى .

قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه الشيخان والنسائي

التالي السابق


الخدمات العلمية