صفحة جزء
باب ما جاء في الدرع

1692 حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام قال كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد طلحة تحته فصعد النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى استوى على الصخرة فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة قال أبو عيسى وفي الباب عن صفوان بن أمية والسائب بن يزيد وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحق
[ ص: 278 ] قوله : ( عن جده عبد الله بن الزبير ) بن العوام القرشي الأسدي كان أول مولود في الإسلام بالمدينة من المهاجرين وولي الخلافة تسع سنين : وقتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ، كذا في التقريب .

قوله : ( كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان ) أي مبالغة في قوله تعالى : خذوا حذركم ، وقوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة فإنها تشمل الدرع وإن فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأقوى أفرادها حيث قال : ألا إن القوة الرمي ، قال القاري : وفيه إشارة إلى جواز المبالغة في أسباب المجاهدة وأنه لا ينافي التوكل والتسليم بالأمور الواقعة المقدرة ( يوم أحد ) بضمتين موضع معروف بالمدينة ( فنهض ) أي قام متوجها ( إلى الصخرة ) أي التي كانت هناك يستوي عليها وينظر إلى الكفار ويشرف على الأبرار ( أوجب طلحة ) أي الجنة كما في رواية ، والمعنى أنه أثبتها لنفسه بعمله هذا أو بما فعل في ذلك اليوم ، فإنه خاطر بنفسه يوم أحد وفدى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها وقاية له حتى طعن ببدنه وجرح جميع جسده حتى شلت يده ببضع وثمانين جراحة كذا في المرقاة .

قوله : ( وفي الباب عن صفوان بن أمية والسائب بن يزيد ) أما حديث صفوان بن أمية فأخرجه أحمد في مسنده ، وأما حديث السائب بن يزيد فأخرجه أبو داود وابن ماجه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه يوم أحد درعان قد ظاهر بينهما .

قوله : ( هذا حديث حسن غريب إلخ ) وأخرجه أحمد ، كذا في المرقاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية